مواطنو محافظة اربد يؤدون صلاة الجمعة بعد انقطاع لثلاثة شهور

كنانه نيوز – بكر محمد عبيدات

بعد غياب لثلاثة شهور وانقطاع الصلاة بسبب فيروس كورونا المستجد ؛ استقبلت مساجد حافظة اربد كما بقية مساجد المملكة جموع المصلين الذين اشتاقوا وحنوا للصلاة فيها وبعد انقطاع لأحد عشرة جمعة .
وأكد خطيب مسجد صلاح الدين في منطقة حبراص الشيخ عدي ابراهيم العمري على ان الاردن قد سطر في هذه الجائحة قصة من قصص النجاح الباهرة والتي تسجل له عبر سنوات ,وكانت بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني المعزز سليل الدوحة الهاشمية ,وان الجهات المعنية كافة قامت باداء الادوار والواجبات الموكولة لها على الشكل الامثل , وان الاجهزة الامنية المختلفة ومن خلال اجراءاتها بثت الطمأنينة والراحة في قلوب المواطنين

وأشار الشيخ العمري الى الوطن بكافة مكوناته في هذه المحنة صفاً واحداً في مواجهة هذا الخطر الذي اجتاح العالم ليشكل إنجازاً جديداً وإنموذجاً مشرفاً يُبنى عليه وقد اتجهت أنظار العالم لما حققه الأردن من خلال التزامه، حيث أصبح هذا الالتزام هوية للشارع الأردني، وهو ما شهدت به جميع دول العالم، وفي ذلك رسالة واضحة، بأن لدينا قوة كامنة وقوية بإمكانها مواجهة أي عدو، والانتصار في أية معركة، بتوفيق الله تعالى وتمكينه.

وأشار الشيخ العمري الى اننا ونحن لا زلنا نعيش في مواجهة خطر هذا الوباء الذي يداهم العالم أجمع، لا بدّ لنا أن نتحلى بفقه الأمل والتفاؤل بالمستقبل الذي أمرنا به ديننا الحنيف، فإن الله تعالى ما جعل عسراً إلا وأنزل معه الصبر، وربط على القلوب بتثبيتها، وجعل مع العسر يسران، قال تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا).
ولرُبٌّ نازلةٍ يضيق بها الفتى ذرعاً وعند الله منها المخرجُ
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فُرجت وكان يظنها لا تُفرجُ

ووزاد بانه لا بد لنا بأن نثق بالله عز وجل بأنه سبحانه هو من يداوي الجراح ويجبُر المنكسرين ويشافي المرضى ويصرف الهم عن المهمومين، وأنه تعالى هو الرزاق ذو القوة المتين، قال تعالى: (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ، وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ، وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ، وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ، وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) , وأن نبينا – صلى الله عليه وسلم – كان يبث روح التفاؤل بين أصحابه، ويعلمهم الصبر على المحن، لأن في ذلك خيراً لهم في دينهم ودنياهم، وفيه استبشار بوعد الله تعالى لعباده المؤمنين، بحصول الثواب العظيم، والأجر الكبير، والفتح المبين إن شاء الله تعالى، ففي غزوة الأحزاب حين اجتمعت الجيوش من كل حدب وصوب للقضاء على النبي – صلى الله عليه وسلم – ، وحوصر المسلمون في المدينة المنورة، وبنوا خندقاً يمنعهم من بطش الأعداء، واجه المسلمون شدة وجُهداً في هذه المهمة، واعترضت سبيلهم صخرة عظيمة لم يقدروا على إزالتها، فكان لها نبُينا صلى الله عليه وسلم، الذي تنَحل به العُقد، وتنفرجُ ببركته الكُرب، وتَلين له الصعاب، ويستسقى الغمام بوجهه الكريم، فأخذ المعول بيده الشريفة، وَقَالَ: «بِاسْمِ اللَّهِ» ، ثُمَّ ضَرَبَ ضَرْبَةً فَكَسَرَ ثُلُثَهَا، وَقَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الشَّامِ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ قُصُورَهَا الْحُمْرَ السَّاعَةَ»، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّانِيَةَ فَقَطَعَ ثُلُثًا آخَرَ فَقَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ فَارِسَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ قَصْرَ الْمَدَائِنِ الْأَبْيَضَ»، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: «بِاسْمِ اللَّهِ»، فَقَطَعَ بَقِيَّةَ الْحَجَ، وَقَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْيَمَنِ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ أَبْوَابَ صَنْعَاءَ» رواه الإمام أحمد، ففي أحلك الظروف وأصعب المواقف، يُبشر النبي صلى الله عليه وسلم بالفتح المبين، ويبث فيهم الطاقة الإيجابية، ورسائل الأمل والتفاؤل قال صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه «أبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم». البخاري ومسلم

وأضاف الى إننا اليوم أما مسؤولية عظيمة، وهي المحافظة على بيوت الله تعالى طاهرة نقية حتى تبقى أبوابها مفتوحة أمام المصلين، وأن نعطي صورة مشرقة عن ديننا الحنيف وعن المسلمين الذي يلتزمون بأحكام الإسلام، ويحرصون على المجتمع سليماً معافى لأن الإسلام جاء بحفظ الأنفس، ومن كان له عذر بعدم الحضور لكبر سنه أو لمرض أُصيب به، فإنه جُندي من جنود هذا الوطن كذلك في محاربة هذا الخطر الذي يحيط بالعالم أجمعه، فحفاظه على صحته وعلى نفسه، هو حفاظ على المجتمع، وحفاظ على أسرته وأبنائه وعائلته من خلال التزامه بيته والتعليمات التي تصدرها الجهات الصحية، وهو من أصحاب الأعذار الذين لا تجب عليهم الصلاة في هذه الحال، بل وله أجر من أدى صلاة الجمعة كاملاً، وزيادة في الأجر لنيته المحافظة على حياته ليكون حاضراً معنا إن شاء الله في المستقبل، ولصيانته أبناء وطنه من التعرض لخطر الوباء، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول عن أُناس حبسهم العذر عن الجهاد في سبيل الله: «إن بالمدينة رجالا ما قطعتم واديا، ولا سلكتم طريقا، إلا شركوكم في الأجر، حبسهم العذر» رواه ابن ماجه، وكذلك من حبسه العُذر عن صلاة الجمعة فله أجره عند ربه، والله لا يضيع أجر المحسنين.
وأشار الى ان مهمتنا اليوم أن نحافظ جميعاً على التزامنا، وتعزيز الجهود المباركة التي أوصلتنا إلى برّ الأمان، والتقيد التام بالتعليمات، لأنها الضامن لتجنب أخطار هذا الوباء في المرحلة القادمة، وأن نعطي صورة حضارية عن التزامنا داخل مساجدنا، وأن نعكس أثر صلاتنا وعباداتنا على سلوكنا داخل ا