يوميات سالم
ج ٣ – ح ٢٠
أكرم الزعبي
(قصة حقيقية بكل تفاصيلها)
– اسمع حبيبي، أمك ما بتحملها لحظة، قال تقعد يومين بوجهي!! ، ناقصني هم ونكد أنا!!.
– ولك يا هبلة احسبيها صح (قال سالم وأضاف) هلأ بحظر التجول اللي أعلنته الحكومة رح يوزعوا رواتب من الضمان والمعونة الوطنية، والجمعيات الخيرية برضو بلّشت توزع مصاري ع الأرامل والمحتاجين، هذا غير عن طرود المساعدات العينية، وامي يا هبلة مسجّلة عندهم.
– شو يعني، أنا ما خصني، ماااااا بتحمّلها.
– هلأ هي ساكنة تحت عند أخوي، وأكيد كل الرواتب والمصاري والمساعدات رح تيجي هناك.
– سالم لا تجنني، يا زلمه ما شاء الله ما شاء الله عندك مصاري ما بتاكلها النيران، شو بدّك بالرواتب والمساعدات.
– مش بحكيلك هبلة، بدل ما يلطشهن أخوي ومرته ويصرفوهن على حالهم واولادهم بنجيبها عندنا يومين وبنوخذهن إحنا، ويا ستي احكيلك، المساعدات العينية مونة البيت والمصاري خذيهن انتي تبغددي فيهن.
– والله مانت قليل يا سالم، سكّتتني، بس اسمع،،، ، وحيات شرف أمك ما بتقعد أكثر من يومين.
– خلص ماشي.
ينزل سالم من الطابق الفاخر الذي يسكن فيه إلى الطابق المتواضع الذي يسكن فيه شقيقه مع عائلته ووالدته، ويحاول اقناع والدته بأن تصعد معه إلى بيته، ولكنها ترفض بحجة أنّ زوجته لا تطيقها، وبأنّها في بيت شقيقه معزّزة مكرّمة تعيش كالملكات رغم الضيق المالي الذي يعاني منه شقيقه.
(عايشة مثل الملكات واخوي طفران؟؟ والله مانا مصدقك يمّا، عارفك بدّك تعطي المصاري لاخوي ومرته، بس والله ما يفرحوا فيهن، أنا أولى) يقول سالم في نفسه ويضغط على والدته التي توافق تحت الإلحاح.
زوجة سالم تستقبل والدته بالاحضان، ابناؤه يهرعون إليها :
– شفتي يمّا كيف الكل مشتاقلك (يقول سالم).
– يمّا مانا بطريقك وطريق مرتك واولادك، ليش ما بشوفكوا إلا كل شهر مرّة؟؟
يتلعثم سالم ويرتبك، ثم يتدارك ويقول :
– يمّا انا بحس اخوي ما بحبني، ومرته لمّا آجي عندك بتبرم بوزها، وانتي بذات نفسك بتصيري تبرمي عليها لما نقعد.
– يمّا صحيح أنا ما بطيقها وبكره الأرض اللي بتمشي عليها، بس ربنا الله، عمرها ما قصّرت معي، الدوا بوقته، الأكل بوقته، وارضي يا عمتي، و أؤمري يا عمتي، وانت بتدفش الباب وبتفوت لا احم ولا دستور، غصبن عن اهلها بدها تبرم بوزها.
يغيّر سالم الحديث ويقول :
– هون رح تعيشي يومين من أحلى أيام حياتك، فوتي ارتاحي، وبكرا الصبح بنكمّل حكي.
في الصباح يشرب سالم القهوة مع زوجته التي تقول :
– شو حبيبي، وين الرواتب والمساعدات اللي جننت أهلي فيها؟.
– اصبري يا مرة، اليوم ببعث موقع البيت لكل الجهات اللي بتقدم مساعدة لأمي وبكرا الصبح بكون كل إشي بين ايدينا.
– الله يصبرني لبكرا بس.
يمضي اليوم، ويأتي اليوم الثاني، وكالعادة يجلس سالم مع زوجته لشرب القهوة :
– اسمع، وحيات الله ما بتحمّل أمك إلا للعصر، العصر بتشيلها وبترميها على اخوك، اجت رواتب ما اجت ما الي علاقة، أنا ما اتزوجتك خدّامة لأمك.
– طيّب طيّب، إذا للظهر ما اجى ساعي البريد يسلمها راتبها وما شفنا حدا جاب مساعدات أنا بسألها بالعقل وبتصرّف.
تمضي الساعات، وفي الواحدة بعد الظهر وحين ييأس سالم، يجلس مع أمه ويقول :
– آاااااخ لو معي تصريح يمّا.
– ليش بدّك التصريح يمّا؟
– والله يمّا مشانِك، مشان اجيبلِك راتب التنمية.
تضحك الأم وتقول :
– يي الله يرضى عليك يمّا ويرزقك ويعطيك لحتى يرضيك، يمّا انا ما حكيتلك؟؟
– لا يمّا ما حكيتيلي.
– يمّا أعطيت وكالة لاختك ازهور الله يرضى عليها، وكل اشي بيجيني بروح لعندها، حرام خليها تصرف.
يحمرّ وجه سالم ويقول بحزن وغضب :
– لزهور يمّا؟؟ يعني هي ناقصها مصاري؟؟ والله يمّا بتدملنا بالمصاري، بعدين ما بكفّي إنها شبكت العيلة مع بعضها وبطّل حد يحكي مع الثاني من وراها!!.
– يمّا هاي اختك، اوْليّة، ظِلع قاصر يمّا، واحنا مجبورين فيها.
يبلع سالم المقلب، وكي يتدارك غضب زوجته وشماتتها يقول :
– زي ما بدّك يمّا، قومي ننزل تحت ع بيت اخوي نشرب قهوة لأنه القهوة خالصة عندنا، ما قدرت اشتري لأنه البلد حظر مثل مانتي عارفة.