30
ربيع بطعم كورونا
بقلم : صافي خصاونة
الموسم المطري هذا العام كان وفيرا بامتياز ، ومع كل هطول كان الناس يستبشرون بربيع زاخر بالجمال والروعة ، وكعادة البشر فإنهم تواقون للجمال والتنزه والرحلات التي بها يجددون حياتهم ويضيفون إلى حياتهم الكثير من البهجة والسرور …
لكنْ هذا العام حصلت فيه مفارقات كثيرة ربما تكون مؤلمة وقاسية وربما يكون فيها الخير امتثالا لقوله تعالى وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم …
وفي كل الأحوال جاء موسم الربيع هذا العام مختلفا تماما عما سبقه من مواسم ربيعية ، فقد جاء وليس هناك من يداعب الدحنون والاقحوان ، ليس هناك من يفترش البساط الأخضر الذي
أبدعه الخالق وسواه …
جاء الربيع هذا العام والناس في معزل عنه فلا قِبَلَ لهم بالتنزه والرحلات ، إنه الكورونا عدو الحياة والجمال ، عدو الربيع والزهر ، عدو الشيح والقيصوم والزعتر، عدو الطبيعة الجميلة …
جاء الربيع بطعم آخر غير طعمه الذي تعودناه ، لقد جاء الربيع بطعم كورونا المقزز ،
وها هو الربيع يوشك على الرحيل وما زال كورونا يجثم على صدور البشر مخلفا موتا وفقرا واقتصادا متهاويا لم يستثني بلدا في هذا العالم المترامي الأطراف …
إنها إرادة الله ، ولله في خلقه شؤون