يوميات سالم
ج ٣ – ح ١٥
أكرم الزعبي
ـــــــــ ـــــــــ
تدخل سعاد شقيقة سالم إلى بيت أهلها باكيةً، بعد مشاجرة كبيرة مع زوجها الذي اكتشف أنّ ما يقرب من نصف راتبها محجوز للبنك.
تتصل أم سالم بسالم الذي يحضر مسرعًا وتجتمع الاسرة لبحث المشكلة.
– هذا اللي كنت حاسب حسابه، تفضل حلها سيّد سالم (يقول الأب بعصبية).
– يابا طوّل بالك خليني أفهم القصّة، خيتي سعاد شو صار معك؟؟
– يخوي لمّا عرف إني ماخذة قرض الك طار عقله، وصار يصيّح ويحكي أنا أولى من أخوكي، بعدين أخذ الذهبات وحكالي والله ما بتنامي الليلة بالبيت، وخلّي سالم ينفعك.
– والله ما بستحي على حاله هالواطي، لازم تتطلقي منه ويدفع الملعونة واختها بالمحكمة (قالت الأم).
– طاب على خاطرك يا سالم أختك تتطلق مشانك؟ (قال الأب).
– اتركوا الموضوع علي، أنا بحلّه، أعطوني ساعتين زمن، لكن يا جماعة رح أضطر أكذب فما تفضحوني.
وافق الجميع على تدخل سالم شريطة أن يخبرهم بكذبته حال عودته حتى يصبح قولهم واحدًا.
خرج سالم من البيت باتجاه زوج شقيقته، في الطريق اتصل بزوجته وأقسم عليها بالطلاق أن تتحدث كما يريد.
وصل سالم إلى حيث كان ذاهبًا، بعد المجاملات المعروفة قال لزوج شقيقته :
– ما توقعتها منك يا محمد تكحش اختي وهي لساتها عروس.
– أخوي سالم كان لازم حكتلي إنها ماخذة قرض على راتبها الك، يعني بترضاها الي أطلع مثل الأطرش بالزفة؟؟
– قرض إلي أنا؟؟ أعوذ بالله.
– هيك حكت.
– يا رجل قبل ما أحكي حرف، أنا راتب مرتي ما بوخذ منه فلس ولا بدري وين بتروح فيه، هي لحالها بتحكي إنها بتساعد أختها بالجامعة وبتعطي أمها وأبوها والباقي مواصلات للشغل، ومشان تتأكد هه :
يتصل سالم بزوجته :
– كيفك يا عمري؟
– هلا يا عمري.
– حبيبتي أنا عند محمد جوز اختي سعاد وانتي ع السبيكر، بالله عليكي راتبك شو بتعملي فيه؟؟
– بساعد أختي برسوم الجامعة وبعطي أمي وأبوي قِسِم منّه والباقي مصروفي.
– طيّب بالله عليكي عمري سألتك عن راتبك؟؟
– لا والله.
يغلق سالم الهاتف ويقول لمحمد :
-سمعت بإذنك؟؟
– لا إله إلا الله، بس هي حكت إنها أخذت القرض الك.
– ايواااا هوووون مربط الفرس، أختي يا سيدي استحت تحكيلك إنه أبوي اضطر يؤخذ القرض على إسمها مشان تظل صورة أبوها عندك عالية.
– عمّي اللي ماخذ القرض؟؟
– آه عمّك، عمّك اللي ربّاها وقرّاها ويا دوب راتبه كان مكفيه، ومشان يقرّيها موازي اتداين من صاحبه رسوم قرايتها وكتبله شيكات، ولمّا ما قدر يسدد، هدده صاحبه بالشيكات، بترضاها ينحبس مشان بنته، وبنته قادرة تساعده؟؟
– أعوذ بالله، طيّب إنتا كيف عمّي درّسك؟؟
– أنا كنت الأول بالتوجيهي وحصّلت بعثة ع حساب الحكومة.
– لا حول ولا قوة الا بالله، بس ليش سعاد ما حكتلي؟؟
– مانا حكيتلك بدهاش صورة أبوها تتزعزع بنظرك مشان هيك رمتها بظهري.
– الله يلعن الشيطان وساعته، أنا غلطت بحقها والآن رح أروح معك على دار عمّي أصالحها.
– اسبقني انت لهناك، أنا عندي مشوار زغير.
يتصل سالم بأمه ويخبرها بما جرى.
في طريق عودته يتوقف أمام صرّاف البنك، يُخرج بطاقة زوجته، يسحب راتبها ويضعه في محفظته، وينطلق إلى أهله منتصرا.
#بعدين_مع_سالم