شو دينا، نحن.. المجتمع والدولة..؟!/ فهمي عبد العزيز الزعبي

شو دينا، نحن.. المجتمع والدولة..؟!

فهمي عبد العزيز الزعبي

يزدحم واقعنا بأحداث متسارعة؛ اسلاميا يُضيق الحصار على “الأقصى” ووحدهم أهله يدفعون ثمنه، وعروبيا “تسيد وتميد” المليشيات الإيرانية شاهرة سلاحها تقتل وتجرح وتشرد ما “لذ وطاب” لها، ثم تتوظأ بدمائها وتقرأ آيات إلهها الولي الفقيه وتطلب منه الجنة، وخليجيا ينشغل أبناء “عقال ابن نفطان” بعد دولارات النفط ساجدين راكعين لأباهم الأول ترامب وحواءه “ميلانيا”، وعندنا ها هو الاسرائيلي يقتل أبناءنا وبدم “فريزري” وحكومتنا “في أستها نائمة”، فتعيده إلى أهله ووطنه “الإسرائيلي” آمنا مطمئنا، ثم تبدأ بتفتيل عضلاتها اللسانية مطالبة النتن يا هو بمحاكمته، بعد أن كان الوحش القاتل داخل قفصها.. يا للمهزلة..؟!
وداخليا؛ ها نحن الناس إلي تحت، منشغلين بالبحث عن رمارم البطاطا والبندورة، نتلف ساعات سهرنا للإعداد لمعركة داحس والغبراء الإنتخابية غدا، بينما ينشغل مرشحونا بزيارة التكايا حينا، ويجوبون الأعراس لقيادة الدبكة حينا، وبقيتنا منشغلة في الثرثرة، لتعلو صرخاتنا “عليهم.. عليهم.. ابشر بالفزعة”..؟!
هي ذي دولتنا العربية ومجتمعنا؛ إما دولة “عصابة ثورية” وإما دولة “شيخ القبيلة”، تغذيها عصبية الجماعة التي بقيت “على حطة إيدها” مستغرقة في غيبوبتها التاريخية، فيتخادم الدين فيهما مع القبيلة والسلطة الغاشمة، لتتأسس دولة “لا لون لها ولا رائحة”، ومجتمع منقسم على ذاته؛ قبائل وعشائر وأفخاذ وصدور وخلفيات متضخمة ومذاهب وطوائف بائدة..؟!
وهكذا ينتهي بنا الأمر إلى “لا عروبة توحدنا” ولا “دين توحيدي يجمعنا”، ولا “إنسانية” تربطنا بآدميتنا، ولا مرجعية تدعنا ندرك “عيبنا وحرامنا”، ولا “دولة مدنية” كتلك التي أبدعتها حضارة الأمم الحية الراقية، سوى دولة بلا سيادة إلا على نسائها وعبيدها، ومجتمع لا أكثر من قطعان تساق إلى الحرب متى أراد فارس الدولة، وإلى انتخابات الكراهية متى أعلن النفير العام شيخ القبيلة، فتمضي الأرض ملتهبة والسماء مستمتعة بالفرجة علينا، فمثلنا هو لا موجود أصلا حتى “ينتشال بصاعه”..؟!