عندما ينتصر الوطن
رائد عبدالرحمن حجازي
لم يعد خافياً على أحد بأن ما قامت به الحكومة من إجراءات صحية وأمنية لمجابهة جائحة فيروس كورونا قد تفوقت وامتازت على كثير من دول العالم المتقدم .
السؤال الذي يطرح نفسه : هل سيستمر هذا النهج بعد زوال هذه الغُمّة أم لا ؟
أطلب من الله أن تستمر هذه الحكومة بهذا النهج الذي لطالما طالبنا به من خلال الوقوف لجانب المواطن . لاحظنا إبداع الطاقم الوزاري والسلاسل المرتبطة بهم ، ومدى استجابة الحكومة لمطالب الناس بالرغم من وجود بعض الثغرات التي فرضت نفسها على أرض الواقع بسبب هذه الجائحة محلياً وعالمياً . بالمقابل كان هناك تجاوب من المواطنين الذين أخذوا على عاتقهم تحمّل المسؤولية والالتزام بالتعليمات وأوامر الدفاع .
أيضاً ظهر على السطح كِبار البلد الحقيقيون الذين ضحوا بما يستطيعون تقديمه كل حسب عمله وواجبه سواء كان طبياً أو عسكرياً أو أمنياً أو خِدمياً . وبالمقابل اختفاء كِبار البلد المزيفون الذين أشبعونا وطنيات وتضحيات على مدى عقود ، لم نراهم ولم نسمع منهم ولم يمدوا أيديهم للوطن الذي ناداهم وقت الشدة بينما أكلوا وشربوا من خيراته وقت الرخاء .
عزيزتي الحكومة أقول لكِ ولمن سيأتي من بعدك : لا تعودوا للوراء فلتبقوا على هذا النهج الجديد الذي ما ألفناه منذ عقود . نهج يحارب الفساد بشتى أشكاله وأطيافه ، نهج ينتصر لأصدقاء خط الفقر ، نهج يحق الحق ويدحض الباطل ، نهج يضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، نهج يعيد النظر بكل القوانين التي تغولت على الناس مثل تسعيرة النفط وبند فرق المحروقات وأثمان المياه والكهرباء والخبز ورسوم الجمارك وتراخيص المركبات وغيرها الكثير الكثير من الضرائب .
ربما يقول البعض بأن ما ذكرته أنفاً ما هي إلا طُرقاً لرفد خزينة الدولة فأقول لهم فلنتعظ من جائحة كورونا التي استنفدت الكثير الكثير فلولا فضل الله علينا ومن ثم وعي المواطن ودعم الخيريين لما استطاع هذا البلد المعطاء الصمود في وجه هذه الجائحة !
لا نخافوا من نقص المال بل خافوا من ذو الجلال .