يوميّات خائف كورونا (14)
كامل النصيرات
أن تنسى نفسك وتهرش مرة ومرتين في اليوم فذا أمرٌ يُحتمل ويعدّي وقد لا يلاحظه عليك من هم حولك..ولكن أن تهرش على مدار الساعة وطريقة الهرش مختلفة وعميقة بل من شدة هرشك بحالك تكاد تفتح قنوات لدمك أن يخرج ؛ فذاك أمر جديد ومُخجل بالنسبة لي..! لا يجوز أظل أهرش وأهرش حتى يطلع معي المستخبّي..وليت الهرش في منطقة محدّدة ونقطة وخلص؛ بل الهرش يتعدّى لمناطق بعيدة المنال سابقاً وأصبحت الآن تحصيل حاصل مع الهرش الاعتيادي..!
قلتُ لكم كنتُ أخجل من ذلك..إلى أن اكتشفتُ بعد تدقيق وتمحيص وتفحيص (لا أعلم إن كانت تفحيص صحيحة) ؛ الشعب كلّه يهرش..ويهرش بلا خوف ولا خجل ولا مواربة..يهرش لأن عدم الهرش يعني أنك ستضرب رأسك بأقرب حائط..لذا تخلّص من عقدة الخجل وكسر حاجز العيب وصار ينتج كميات مهولة من الهرش المتواصل..!
كلّ ذلك الهرش وأكثر بسبب اغلاق صالونات الحلاقة في سائر أرجاء المملكة..الشعر طال..واللحى تدلّت..والشيب زاد..والحلاقون بانتظار شارة البدء لتصطفّ الطوابير أمام محالقهم..! في هذا الحظر أدركنا قيمة الحلاّق وكم هو عضو فاعل جداً في ترتيب حياتنا..كم كان يمنعنا من الهرش..!
أغلب الراغبين في الحلاقة والذين يحترفون الآن الهرش المتواصل ؛ ليس في بيوتهم ماكنات حلاقة..وإن كانت موجودة لا يعرفون استخدامها..وكانوا ينتظرون (عوض وحمودة وخليل وعبده وأبو فؤاد) لكي يزورهم في البيت قبل الحظر..الآن عوض وحمودة وخليل وعبده لا يستطيعون الخروج من منازلهم ؛ أمّا أبو فؤاد إمّا يتعزّز أو روحه في مناخيره ومش راضي يرد على أحد..!
ما أجمل الحلاقين في وطني..حاس حالي إذا استمرت الأمور هيك رح يكون شعري مثل شعر الزير سالم..
يتبع..