ماذا بعد كورونا !! / بقلم المهندس وصفي عبيدات

ماذا بعد كورونا !! / بقلم المهندس وصفي عبيدات

كلنا أسهبنا المدح حتى طاف الكأس مدحاً، تغنينا بجيشنا العربي المصطفوي بأمننا وبحكومتنا وباجهزتنا الطبية ، ابدعوا سطروا تاريخاً لن تنساه الأجيال الا اذا حرّف المؤرخون تاريخنا ، شعبنا نال حظه من المجاملة وكان على قدر المسؤولية ، كلنا ما زلنا في ساحة الوغى وارجو الله ان تزول الغمة وننتصر بعون الله على ما حل بنا من وباء وبلاء .

لكن ماذا بعد كورونا ربحنا ام خسرنا وبعون الله سنكون من الرابحين ; ماذا علينا ان نعمل وهل سنأخذ الدروس ونعتبر ؟!
لن اوجه خطابي للرجال وانما سأتوجه بالحديث الى نشميات الوطن لأن الرجال لا حول ولا قوة لهم بالأمر ” أرجو ان لا يغضب علي الرجال فأنا منكم ” ، سأوجه خطابي الى بنات الريف والقرى والبادية والمحافظات التي ما زالت بعيدة عن الكتل الحجرية وما زال عندها متسع من الارض ،.

سأتسائل ؛ ماذا يا نشميات الوطن بعد كورونا ؟!
لقد ضقنا مرارة الحصار والحظر وعشنا لحظات القلق والخوف ليس من كورونا ولكن خوفاً من الجوع والعطش ، ساعات واذا نحن في بيوت تخلوا من اساسيات العيش ، ساعات فلا قمح ولا عدس ، بدئنا نتضرع الى الله ان يفك الضيق والضنك عنا ، فهل التقطنا الإشارة التي جاءتنا من السماء ؟ ماذا لو نزل علينا بلاء غير كورونا اشد فتكا منها ؟ ماذا لو دام الحظر اشهرا هل نترك انفسنا فنموت جوعا ً؟ .
هل فكرنا ماذا سنفعل بعد كورونا ؟ هل فكرنا كيف سنعود الى الماضي وكيف كان يعيش الاباء والأجداد ؟ فمن لا ماضي له لا حاضر له ، هل سنعود الى الارض فنزرعها قمحاً ؟ هل سنفكر ان يكون لدينا حلالاً كما كان لآبائنا ؟ هل سنبقى ندوس على ارثنا ؟ ام ان كورونا ستعيدنا اليه قسراً لا طوعاً .

ساستشهد بنشمية من بلدي وانا على يقين بأن مثلها الكثير في بوادينا واريافنا ، سيدة لم تشعر ابداً بالضيق فكل شيء عندها مكتوب عليه
” صنع في بيتي وعلى يدي ” كل اهلي يعرفها وكلهم يتمنون ان نساءهم كمثلها صنعاً وتدبيرا ، أسطورة هي وقصة نجاح خلقت الكثير من قصص النجاح ،
السيده وداد عبيدات لم يصبها هلع على الخبز والبرغل والخضروات فكل شيء في حديقتها المنزلية ، فلم تضطر لخرق الحظر ولم تنام ليلتها تفكر متى سيأتي الخباز بخبزها ، نامت قريرة العين وكانت كقطر المطر تنثر الخير في كل مكان من بلدها ، هي قصة انموذج والكثير من نشميات الوطن مثلها .
أخاطب هنا تلك السيدات اللواتي اقنعن بعولتهن ان الزمن غير ذاك الزمن ، اخاطب من اذا سكرت الدكانه والخباز نامت ليلتها تتضور جوعا واطفالُها ، اليكن يا نشميات الوطن اقول أن انزلنّ عن عروش نسجها لكنّ الشيطان وزينه في عقولكنّ، جاء الوقت الذي نعتمد فيه على انفسنا لندرأ عن انفسنا الخوف والجزع عند كل طارئ
فالرجال بأيديكنّ كالخاتم فإن اشرتن لهم أن زرعوا وأحصدوا قمحا وعدسا زرعوا وإن قلتنّ ربوا الدواجن والخراف ربّوا وأن امرتنّ بزراعة الصيفي والربيعي والشتوي زرعوا ، لا تتعذرن بأن الزمن تغير ، فالزمن لا يتغير ولكن نحن بني البشر من يتغير ، الكل منا يتغنى برائحة كسرة خبز تمايلت على سواعد نشمية ريفية عشقت ارضها واسرتها ، كلنا يتذوق حتى الفجلة من ساحة البيت فيتغزل بها شهرا ، عدنّ الى حياة الخير والبركة فسنعود وايادينا تشابك اياديكن كما كانت تفعل امي ورحمة ابي وامهاتنا وآباؤنا كلنا .
فقد يأتي ظرف يشغل الجيش والأمن عنا فلا أخد يطرق الباب ليمد الينا رغيف عيشنا !

فهل وصلت رسالتي ؟!