هوس الكورونا / أسامه طارق الزعبي

كتب رئيس تحرير وكالة كنانه نيوز 

أسامه طارق الزعبي

هوس الكورونا

 فيروس “كورونا” وباء عالمي أصبح يكبر ويتمّدد بشكل كبير ومتسارع وأصبح مخيفاً لكل دول  العالم المتقدمة منها والنامية أو الفقيرة  ، فلا أحد يعرف أسبابه ومصدره الحقيقي وكيفية إنتشاره حول العالم، ولم يستطع أحد لغاية الآن من اكتشاف علاج حقيقي وفعّال لهذا الوباء العالمي والسيطرة عليه ،ومنع إنتشاره المتزايد من خلال ارتفاع عدد الاصابات في العالم يومياً واصبح هوساً عالمياً مقلقاً للكثيرين.

طبعا إنتشرت بعض الأوبئة مؤخراً كإنفلونزا الطيور والخنازير والإنفلونزا الموسمية وغيرها من الأوبئة ،والتي خلفت وفيات أكثر بكثير من ضحايا “كورونا ” ولكن سرعان ماتمت السيطرة على الوباء وإيجاد الحلول والعلاج الناجع له.

لكن المذهل والغريب بفيروس “كورونا ” غموضه وعدم فهم أسبابه الحقيقية وسرعة إنتشارة وقدرته على نقل العدوى وفترة حضانتة ، وظهوره احياناً في المختبر واحياناً لا يظهر ، حسب رأي بعض المختصين بذلك ، مما خلق نوعاُ من الإرتباك لدى المختصين في كيفية التعامل مع فيروس كورونا حتى وصل الامر بإتهام بعض الدول الكبرى بإنتاج وتصنيع الفيروس وتسويقه عالمياً.

فيروس كورونا الطارئ اصبح يقلق الرأي العالمي ، ويربك جميع دول العالم واكتفت معظم الدول بتطبيق سياسة العزل لمواطنيها ، واتباع الحجر الصحي للمشتبه بهم ، ولكن يبقى السوأل  هل سيتم إيجاد علاج لهذا الفيروس الجبار قريبا من قبل الدول المتقدمة في هذا المجال ومن خلال التعاون بين كافة الدول  لإيجاد الحلول السريعة والناجعة في مقاومة هذا الفايروس القاتل والحد من انتشاره.

المؤلم أن معظم الدول المتقدمة وعلمائها تجري الدراسات والابحاث والتجارب لمعرفة الأسباب وإيجاد البلسم الشافي لهذا الوباء العالمي بطريقة فردية للوصول الى العلاج وطرحه بطريقة تجارية بحتة ، وهذا ما تشير اليه بعض الأخبار المسربة وإعلان بعض الدول ومصانع الادوية بامكانية التوصل للعلاج خلال الفترة القليلة القادمة ، متناسين أن هذا الوباء عالمي ومن حق الدول الفقيرة وكل الشعوب الحصول على الدواء بالمجان .

المتتبع لاحداث وتطورات وانتشار فيروس كورونا واثره الكبير والخطير على الاقتصاد العالمي والخسائر المذهلة التي لحقت بجميع دول العالم ،وحالة الشلل التي أصابت معظم قطاعات الحياة في العالم ،وخاصة القطاعات  الاقتصادية والتجارية والسياحية وحركة الملاحة الجوية والبرية والبحرية والتبادل التجاري والغذائي ،واثره على الدول وخاصة الدول النامية ، وانعكاستها المؤثرة على المواطن مما يستدعي تظافر كافة الجهود الدولية والشعبية للتخلص من كابوس كورونا.

للأمانة ان جهود الحكومة الاردنية بالتعامل مع هذا الفيروس جهود كبيرة ومقدرة ، بالمقابل يجب علينا كمواطنين التعامل مع هذا الفيروس بكل جدية ، وعدم الاستهتار به ، والتقيد بكل اسباب الوقاية للحد من انتشاره ، من خلال استخدام “الكمامات ” او الواقيات ،وعمليات التعقيم المستمرة ، وعدم الاختلاط المباشر وخاصة في الاماكن العامة المكتظة ، وان نكون حضارين بالسلوك العام ، والابتعاد عن ثقافة العيب والمجاملة في حياتنا الاجتماعية ، والابتعاد عن المصافحة والتقبيل وان نجعل الحياة تسير بشكلها الطبيعي دون هوس الكورونا سائلين الله العفو والعافية .