تحديات مقبلة تتطلب توافق الأقوال مع الأفعال
راتب عبابنه
لا شك أننا نواجه تحديات اقتصادية وسياسية لم يسبق لنا أن واجهنا شبيها لها. نحن الآن منشغلون بفايروس كورونا، لكن التحديات الأصعب هي التي ستجلبها صفقة ترمب. فهي كأن تصفع طفلا صفعا شديدا وتحاول إرضاءه وإسكاته بقطعة حلوى.
وصفقة ترمب أو صفقة القرن كما يطلق عليها بها الكثير من الأذى والظلم ربما للأردن أكثر من الفلسطينيين أنفسهم. تحمل الصفقة توطينا وتهجيرا واحتلالا جديدا لتحقيق يهودية وأمن وأمان دولة اسرائيل على حساب حقوق الأردنيين والفلسطينيين.
لذلك نحن نقترب من تحقيق كل ذلك رغم الرفض الرسمي والشعبي. والرفض الشعبي سيتمثل بالنزول للشارع حيث القلق والتوتر والهتاف الذي ربما لن يروق للسلطة فيتم اللجوء للحل الأمني بتهم خلق الفوضى وزعزعة الأمن والإستقرار.
ما نسمعه بالخطاب الرسمي يثلج الصدور ويتماهى مع الخطاب الشعبي. وحتى نحافظ على هذا التماهي لا بد من توحيد الصفوف الرسمية مع الشعبية من خلال افراز مجلس نواب على نمط مجلس ١٩٨٩. مجلس لا يتلقى توجيهات من خارجه، بل مجاس سيد نفسه ومالك قراره ويمثل التوجه الشعبي ويتعاون مع الحكومة عندما تصيب ويومها عندما تخطىء.
بهذا تكون السلطة أخرجت نفسها من الحرج بحال كانت جادة فعليا برفضها لإملاءات الصفقة كما أنها وبحال أنها صادقة تكون قد حافظت على الوطن والتحمت مع الشعب. ولنا عبرة من موقف الحسين طيب الله ثراه من الإعتداء على العراق من قبل أكثر من ثلاثين دولة، إذ لم يكن يؤيد احتلال الكويت، بل رؤيته وحكمته وحنكته وخبرته الطويلة ساعدته على الوقوف بصف الشعب رغم معرفته بتبعات ذلك على الأردن.
وبناءا عليه، فنحن مقبلون على وضع شائك وتحديات صعبة للغاية تستوجب وجود مجلس نواب قوي صاحب سيادة على قراره. وهذا يتطلب قانون انتخاب عادل بعيدا عن الصوت الواحد وانتخابات نزيهة لا تتدخل بها جهات اعتادت أن يكون لها دور بتشكيلة النواب.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.