الغور الأردني ـ القدس وهضبة الجولان في صفقة ترمب ونتن ياهو / محمد عارف مشّة

الغور الأردني ـ القدس وهضبة الجولان في صفقة ترمب ونتن ياهو  .. بقلم محمد عارف مشّة

عندما استمعت للمؤتمر الصحفي المنعقد في واشنطن بين ترمب ونتن ياهو ، لمحت مجموعة من النقاط والملاحظات في متن خطابي ترمب والنتن ياهو بلإصرارهما على اثبات وجود الكيان الإسرائيلي كدولة ففشلا في ذلك ، وأكدا تماما أن الكيان الاسرائيلي ما هو إلا قاعدة عسكرية ليس لها مقومات الدولة ، والكلام هنا ليس لي ولكنه من القانون الدولي لنشأة الدولة حيث كان قيام الكيان الاسرائيلي بالمقلوب ، فالأصل أرض وشعب ونظام وجيش على الترتيب ، وقيام الكيان الاسرائيلي كان الجيش أولا ـ الهاجانأ وغيرها ثم الأرض ثم الشعب ثم النظلم السياسي . السؤال الأهم لماذا تم ربط الغور الأردني بهضبة الجولان بالقدس ؟ هل لأن الأردن وسوريا والسلطة الفلسطينية هم الجانب الأضعف في المعادلة ؟ .

لا أظن أن ترمب والنتن ياهو ساذجان إلى هذا الحد ، فهما يعلمان تماما ، أن الأردن وفلسطين أقوى من كل اسلحة التدمير بامتلاكهما الإرادة ، فلا الفلسطينيين سيتخلون عن وطنهم ولا الشعب في الأردن سيتخلى عن مبادئه والتخلي عن وطنه وعن فلسطين ، فلماذا كان إصرار الإدارة الأمريكية أظلاق مبادرة السلام هذه وهي تعلم أن المبادرة ولدت فاشلة ولن يكتب لها النجاح حتى وإن وافقت بعض الأنظمة العربية عليها ، ستظل تلك الشعوب التي وافقت أنظمتها السياسية على المبادرة وكل الشعوب العربية ودول العالم الشرفاء رافضين تكريس الاحتلال ، في عالم يطالب بالحرية والاستقلال والديموقراطية لكل شعوب الأرض ، فهل تورط ترمب بتحدي مباديء الثورة الأمريكية الثلاثة ومبادئ الحرية الأمريكية من أجل عيون نتن ياهو ، أم أن ترمب ورّط النتن ياهو مع العرب ، وعلى رأي المثل الشعبي إنزع شوكك بيدك ؟ من ورط من ؟ أعتقد أن النتن ياهو وترمب قد تورطا تمام في هذه الصفقة بتكريسهما مفهوم الاحتلال العسكري من جديد في الغور الأردني وهضبة الجولان والقدس كواحدة من عناصر الحرب العالمية الباردة والتي بدأت منذ أحداث 11 سبتمر .