اطلبوا الضريبة ولو في الــ “ICU”
احمد حسن الزعبي
هذه واحدة من الفيروسات التي دمّرت مؤسساتنا، وبدّدت الثقة بين الحكومة والشعب ، عندما تأتي بأشخاص ليسوا بمستوى المسؤولية ،بل كانوا يحتاجون الى رافعة بناء أو “كرين” أو سلّم إنقاذ الخاص بالدفاع المدني حتى يصلوا الى كرسي رئيس قسم وإذ تأتي بهم العلاقات الشخصية أو المحاصصة أو “اللهو الخفي” وتضعهم في موقع الرجل الأول في المؤسسة او الوزارة او الدائرة..
قبل أكثر من شهر تسّرب كتاب من محافظ إربد يقرّ فيه بوجود حالتين مصابتين بأنفلونزا الخنازير في مستشفى الأميرة بسمة ، سارعت وزارة الصحة الى النفي والتغطية على ذلك وكأن ظهور حالات “انفلونزا” معيب بحق الوزارة أو أنها تقصير من الوزير شخصياً ، مع أن الأمر طبيعي، وأصبحت هذه الأنفلونزا مألوفة و يتعامل معها بكل هدوء.. “الغمغمة” لم تأت بنتيجة ، فقد ازدادت الحالات وكثرت الوفيات ، فلم تستطع الوزارة إنكار المرض، لكنها بدلاً من التعاطي معه بحكمة وروية زادت من الهلع الذي كانت تتظاهر به وأمرت بتخفيض سعر مطعوم الانلفونزا في المستشفيات الحكومية والقطاع الخاص…وهنا مربط فرس جديد..
لقد وصلني من صديق صيدلي أول أمس.. أكثر من صورة كتاب من وزارة الصحة تطالب به مستودعات الأدوية التي تحتفظ بهذا النوع من المطاعيم بتخفيض سعر المطعوم الى النصف بشرط الإبقاء على ضريبة المبيعات وتقاضيها من المريض…وهذا دليل أن حكوماتنا آخر اهتمامها صحة المريض أو انقاذ حياته بقدر ما يهمها دفع ضريبة المبيعات حتى لو كان في “الأي سي يو” ..الأمر الثاني أن وزارة الصحة كانت تعرف أن الصيدليات تربح من المطعوم بنسبة 100% الأمر الذي طالبت فيه تخفيض سعر المطعوم 50%..وهذا اشتراك ولو غير مقصود باستغلال المواطن والمتاجرة بأوجاعه وحياته حتى ..ولا استطيع أن أشير بإصبعي حول هوية مستورد هذا المطعوم ومن يكون..ومدى استفادته من كل ما جرى من تهويل وترويج وترويع الناس من المرض..فتلك قصى تحتاج الى تحرّ، أتمنى على من يملك معلومة أن يفيدنا بها..وأتمنى من الزملاء في الصحافة الاستقصائية أن تفتح شهيّتهم “مطاعيم الانفلونزا” ليفتّشوا حول شركات الدواء من يديرها ومن يحتكر “أوجاعنا” لديه ويتاجر في “أنّات”المرضى…
ملخص الصدمة التي اكتشفتها..أن الحكومة تعرف وتقرّ ابتزاز المواطن من قبل شركات الأدوية دون أن تتدخل أو تضع حداً لذلك…ثانيا: أنها لا تسامح بضريبة المبيعات حتى لو تحوّلت القضية الى قضية وبائية او إنسانية ، فهي تريد أن تجبر المواطن أن يدفع حتى آخر شهقة…
غطيني يا كرمة العلي..
احمد حسن الزعبي
[email protected]