ماذا يكمن خلف هذه “الهيبة” للمعلم؟؟
راتب عبابنه
المعلم شاب هيبته الكثير على مدار الثلاثين سنة الماضية جراء التعليمات والتوجيهات المستوردة والتي تتوافق مع ظروف وبيئات وثقافات وأديان ومجتمعات من صدروها دون تمحيص ممن استوردها وفرضها بذريعة التطوير والتحسين.
وبتطبيق التعليمات المستوردة انكمشت صلاحيات المعلم أمام الطالب لحد وصل أن يشكي الطالب على معلمه لدى المحاكم وغالبا ما كان ينتصر الطالب على معلمه. وصل الأمر بالطالب أن يشعر أن القوانين بصفه ويهدد المعلم بالشكوى وتعريته أمام طلابه مما خفض كثيرا من هيبة المعلم فلجأ للمداراة والإسترضاء وهذه الحالة بدورها أثرت سلبا على العلاقة بين المعلم والطالب لدرجة أنه صار الطالب لا يتورع من أن “يدخن” كمثال أمام معلمه ولو حاول عقابه يعد ذلك قمع وتعدٍ على حق من حقوق الطالب يسترده بالمركز الأمني.
الإملاء وحفظ النشائد وخاصة الوطني منها وحفظ آيات وأحاديث أصبح ملغيا أو ثانويا وليس ذا إهمية. ولكم أن تراقبوا ما يكتب على الفيسبوك لتكتشفوا الأخطاء القاتلة بالتعبير والإملاء، إذ هي إفراز للتعليمات التي يطلب من المعلم الإلتزام بها.
كل ما سبق نال من هيبة المعلم ومكانته وإنتاجه. المعلم والطالب هما محور العملية التعليمية الناجحة في سياق نسج علاقة مريحة بينهما من خلال بنائها عن طريق تهيئة مناخ وبيئة وقوانين تحفز وتشجع على العطاء من المعلم وحب التعلم والتلقي من قبل الطالب.
فالذي يستقيم بالمدارس النموذجية بفنلندا مثلا ليس بالضرورة سيستقيم بالرويشد كمثال أو غيرها من المناطق. وهذا قاد المعلم لينطبق عليه المثل الأردني “صامد لا تفلق ومفلق لا توكل وكول تا تشبع”.
وما جرى مع المعلمين هو نتاج شعورهم بالغبن وفقدان الهيبة العظيمة التي كان يتمتع بها من علموهم عندما كانوا طلابا. أضف لكل ذلك الظروف الصعبة الممنهجة وليست لأسباب مقنعة التي يعيشها الشعب باستثناء فئة المتنفذين والمارقين.