لماذا التجمع الوطني للتغيير؟ / د. رلى الفرا الحروب

لماذا التجمع الوطني للتغيير؟

د. رلى الفرا الحروب

التجمع ليس تجمعا لأحزاب كما فهم البعض وليس تكرارا لتجربة الجبهة الوطنية للاصلاح، فالحزبيون الموجودون في التجمع وكذلك النقابيون البارزون والحراكيون والكتاب والنواب السابقون وبعض رجال الدولة السابقين موجودون بصفتهم الشخصية ولكن معظمهم يحظى بدون ادنى شك بدعم حزبي ونقابي وشعبي، والاشخاص المؤسسون للتجمع وعددهم حوالي ١٢٠ ليسوا مجرد رقم فهم مؤثرون في دوائرهم المحلية. كما انهم في الوقت ذاته مجرد نواة لتجمع يفترض ان يعمل كمظلة تضم الاطراف المطالبة بالاصلاح ضمن المبادئ التي توافقت عليها النواة.

اهداف التجمع قد يبدو للبعض انها مماثلة لاهداف الحراك الشعبي او بيان لجنة المتابعة الوطنية ولكن الحقيقة هي ان هناك بعض الاهداف المشتركة بالفعل مع الجهتين المذكورتين ولكن هناك فروقا ايضا.

التجمع لا يطالب بجمهورية ولا باستبدال النظام الملكي او احلال فرد من العائلة محل الاخر، فهذه المطالب التي يرفعها بعض الحراكيين مخالفة للدستور، وهي مطالب تخيف الاكثرية من الشعب والمسيسين معا ودفعتهم للابتعاد عن الانضمام للحراك لانها ببساطة تعرض صاحبها لملاحقات قانونية ولانتقام السلطة.

التجمع يطالب بالعودة الى النظام النيابي الملكي كما نص عليه دستور ١٩٥٢ المأخوذ عن الملكيات الديمقراطية الدستورية في اوروبا وتفعيل سلطة الشعب باحداث تعديلات دستورية تعيد السلطة للشعب وتحرر القرار السيادي من اي تبعية او ارتهان للخارج وتلغي السياسات الجبائية والتخبط التشريعي و تؤكد مبدا الحكومات البرلمانية المنتخبة والغاء مجلس الاعيان او تحويله لمجلس منتخب. وهذا يعني ان التجمع حركة تصحيحية تعدل مسار الانحرافات في نصوص الدستور وتطبيقاتها على الارض وليس حركة انقلابية.

التجمع ايضا قوامه نخب مثقفة ومسيسة ووطنية لا تتلقى املاءات من احد لا في الداخل ولا في الخارج ولا ترتبط باجندات مشبوهة تسعى الى خلق الفوضى في الاردن تمهيدا لفرض استحقاقات صغقة القرن على مجتمع منهك ومشرذم لا توحده قوة سياسية جامعة، وهو لذلك لا يستخدم لغة السباب او التطاول بل يوظف لغة القانون والدستور لتشخيص العلة واقتراح الحلول واحداث التغيير فنحن مجتمع وسطي بفطرتنا والتطرف وان كان مثيرا للانتباه والمتابعة الا ان الاعتدال هو ما يجذب المجاميع، ولكنه اعتدال غير مفرط ولا متهاون ويؤشر على الخطأ دون مجاملات ولا يتردد في اجراء الجراحة لانقاذ المريض.

هذا التجمع يقدم بديلا للاكثرية الصامتة التي ترغب بتغيير نهج ادارة الدولة والتحول نحو دولة المواطنة والمؤسسات الدستورية والتوازن بين السلطات ، دولة يكون فيها الشعب صاحب القرار لا ضحيته!

ان النواة الموجودة الان لا يهمها الا تقديم هذه المظلة للشباب والسياسيين والباحثين عن حلول للقاء حول مبادئ مشتركة والعمل بين الاجيال لتغيير الواقع المتردي وتحقيق النهضة الموعودة.بحلول جذرية ولكنها دستورية ومشروعة!

ابواب التجمع مفتوحة لكل الراغبين في تغيير سلمي واعادة بناء الدولة الحديثة لتكون لكل مواطنيها وليس للبعض ممن ادمنوا احتكار السلطة والثروة واوصلونا الى ما نحن فيه.