العامل الاردني ملح الوطن وسنديانه /كاظم الكفيري

العامل الاردني ملح الوطن وسنديانه

كاظم الكفيري

يظلم الكثير من الناس العامل الاردني عند وصفه بأنه أقل إنتاجاً وأتقاناً وإخلاصاً من العامل الوافد، ظلمناه عندما حكمنا عليه بإنعدام المهارة وهو حكمٌ قاسٍ تنقصه الحكمة والموضوعية . وكان الأجدر أن نحاسب أنفسنا ومعنا الحكومة وممثلي الشعب حينما تجاهلنا أوضاع عمالنا وأعدمنا تقديرهم سواء كان في الأجر والإحترام والإهتمام. المجتمع للأسف يوصم العمال ويتمنن عليهم بحقوقهم، لا تصح هذه النظرة المشوهة التي لا تحترم عطاء العامل الاردني!.

العمال لا إجازات تكفيهم ولا تأمنيات صحية تقيهم وأسرهم غائلة المرض والفقر، ولا تعويضات تساعدهم على أصابتهم خلال العمل أو أياً من أفراد أسرهم.

لابد من النظر الى العمال على أنهم قوة المجتمع الحقيقي وإذا ما تيسرت أمورهم وأحوالهم هم رمز لإزدهار البلد. أعرف عمال أجورهم عالقة ولم تسدد منذ لهم حقوقهم منذ سنوات ومماطلات مليئة بالتمنن في دفع مستحقاتهم، وأعرف عمالاً تعرضوا لأمراض أقعدتهم دون أي دخل يناسب متطلبات عائلاتهم يستطيع أن يغطي نفقات حياته الأساسية ومتطلبات الحياة من اجرة بيت وغذاء ودواء وكساء. وهذه دعوة للرحمة بالعامل وأن نحترمه ونكّف تعنيف العامل وظلمه وتعمد أذلاله من قبل بعض الأنفس المريضة.

تحية الى كل عامل في بلدي، إلى السباكين والبليطة والقصيرة والمزارعين ومهندسي النظافة وكل عامل شريف يسعى وراء لقمته الحلال في زمن إختلطت فيه الأوراق. عمال الوطن هم عنوان الفخر والفخامة، وأترحم على أرواح من العمال الذين غادروا هذه الحياة وقد عهدنا فيهم الاخلاص والاتقان والانتماء.