لا تخافوا على الأردن / رائد عبددالرحمن حجازي

لا تخافوا على الأردن

رائد عبددالرحمن حجازي
لا تخافوا على الأردن . فهو لا زال ينبض بنبض الأحرار . مهما حيكت من مؤامرات خارجية أو داخلية لا تخافوا عليه . نعم فقد أضاقوا الخناق عليه , فالتجويع والنهب والفساد بات واضحاً للقاصي والداني بأنه ممنهج وبتدبير وتخطيط لكي يسلبوا إرادتنا . فها هم يعلنون عن بدء تنفيذ صفقة القرن أو صفعة القرن وخصوصاً بعدما مهدوا لها الطريق .
فالدول العربية التي كانت عائقاً في طريقهم ها هي الآن أصبحت ضمن منظومتهم . الماسونية وأعوانهم المرتزقة يعتقدون بأن الوقت قد حان لتنفيذ مخططاتهم . ولكنهم لم يتعلموا من دروس التاريخ بأن صاحب الكلام الفصل لم يقل كلمته بعد , وأن كلمته ستكون الضربة القاضية . وهذا موثق في صفحات وذاكرة التاريخ وربما البعض منا قد عاصر ذلك . فصاحب الكلمة الأولى والنهائية هو الشعب . وبما أن الشعوب حية فأنا مطمئن .
لا تخافوا على الأردن . سواءً غيروا أسمه أم لا , لم ولن يتغير الشعب . فشعب الأردن بكافة أطيافه ومكوناته الاجتماعية والوطنية على قلب رجل واحد . لا تثنيهم ولن تؤثر فيهم فقاعات الهواء . تخيلوا معي لو أن قوى عالمية مثلاً أصدرت قراراً بضم الأردن لها . هل سنرى شعب تلك الدولة يتمختر في أحياء معان أو الطفيلة أو إربد وغيرها من مدن الأردن ؟ بالطبع لا فالأردنيون هم من سيبقون وهم من سيتصدون لكل مؤامرة داخلية وخارجية . ولنا في غزو الرومان خير مثال فقد غزوا بلادنا واستعمروها ولكن بالنهاية هم ذهبوا وبقي أصحاب الأرض .
أما لمن يريد أن يضرب اللُحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي الذي بُني عبر قرون أقول لهم : دعكم من ذلك فرهانكم خاسر بإذن الله , أنظروا كيف تكون ردة فعل العامة عندما يثير أحدهم فتنة ما هنا أو هناك . فصوت العقل يعلو على كل صوت وضيع وخسيس . لذلك لا تخافوا على الأردن .
ربما البعض يُشكك في كلامي . فأقول لهم : أنظروا لفلسطين فهي خير شاهد على ذلك . فالصهاينة ومن والاهم ظنوا بأنهم امتلكوها واستحوذوا عليها , لكن ها هي الأجيال الناشئة تقاومهم وتلفظهم مع أنهم لم يعيشوا الثورات ولا الحروب , ولكنهم ولدوا بالفطرةِ أحراراً . فالأرض تبقى في مكانها ومنها تنمو بذور المقاومة . سبعة عقود والصهاينة استحوذوا على أراضيها , ولكنهم لم يستحوذوا على عقول ابناءها . لذلك أقول لكم لا تخافوا على الأردن .