هل الأردن في مرحلة مخاض حقاً؟! أم أنها فزاعة؟!!/ كاظم الكفيري

هل الأردن في مرحلة مخاض حقاً؟! أم أنها فزاعة؟!!

كاظم الكفيري

في عقود الخمسينات والستينات من القرن الماضي، حين كانت الدولة في تحدٍ حقيقي مع متغيرات دولية وإقليمية أكثر خطراً وصعوبة، وفي خضم صراعات كبيرة، لم يكن أمام أصحاب القرار في الدولة من خيار سوى أن تسير في الإتجاه الصحيح: مشروع بناء وإرساء مؤسسات الدولة، فبُنيت الجامعات وأنشات الإذاعة والتلفزيون ودشنت شبكة طرق ونقل عام، ومدارس ومستشفيات ومصانع، كل هذا والظروف لم تكن أفضل حالاً من الوقت الحالي.

الآن تبدو الامور واضحة جداً، والطريق واضحة جداً لمن يريد أن يزيل عن بصره الغشاوة، لعموم الشعب الكريم وللنخب السياسية والاجتماعية ولأركان الدولة وأصحاب القرار فيها، فلماذا كل هذا التاخير والمماطلة والجدل واعادة النقاش حتى فقدت دعاوى جدواها، الطريق واضحة من خلال تفعيل القانون والمؤسسات ونظام واضح للنزاهة والعدالة والمحافظة على الوحدات الاجتماعية واحترامها ( العائلة والعشيرة ) بما ينسجم مع النظام العام، وباعتبارهما أداة من أدوات الضبط الإجتماعي، لا عبئاً على الدولة وعلى القانون، وكل هذا الذي سبق تتحمل، الحكومة مسؤولياتها نحوه.

نعم ..الأمور واضحة جداً، والطريق واضح جداً فلماذا الصراخ والعويل في كل مكان لا أعرف لا أنني لا أعرف وطناً اغلى من وطني الأردن.