جمهورية “حليمة – بوند”
عبد الفتاح طوقان
بعد “جمهورية الموز” التي هي مصطلح يراد به ان البلد غير مستقر سياسيا، وان طبقات كادحة تشكل الأغلبية تسيطر عليها الطبقة الحاكمة والغنية منطلقة من اعتبارية “الوطن ” شركة تجارية خاصة تحقق الربح الحصري للنخب الحاكمة والمتحالفين معها تأتي جمهورية “حليمة بوند” في الأردن لتظهر التواطؤ بين الدولة ومن يحتكر الثقافة والفن والسياسة ضمن عملية افساد فكري منظم واستهتار بالموارد البشرية الوطنية والعمالقة من الأردنيين، في ممارسة سيئة يتحملها الفقراء في نهاية المطاف ويدفع ثمنها الوطن.
جمهورية “حليمة – بوند” باختصار: يقصد بها تعريف البلد التي تستطيع الجهات الحكومية وكبار مسؤوليها ويمثلها “بوند “التلاعب بالثقافة والفن والسياسة، وبالتالي اقصاء الاكفاء ومن يستحقون التكريم وتحول مسار التكريم الفعلي الي ورقة خاوية من المعني، وتظهر الوطن بلا إرادة وبلا متميزين.
وطن يتحلى ” بحليمة” وتحكمه ” حليمة وعاداتها القديمة” ويسيطر على بعض مسؤوليها فكر “بوند” الذي لا يمس ولا يقهر.
واقصد تكريم أقيم برعاية امين عمان، بمناسبة عيد ميلاد الملك عبد الله الثاني، كرم فيه ممثلين ومذيعين عرب ومن ضمنهم المذيعة ” حليمة بولاند” الكويتية صاحبة لقب “جميلة الاعلاميات العرب” وهي التي قدمت مهرجانات صلالة وهلا فبراير وليالي دبي، وكان لديها برامج متعددة مثل ” حليمة بارك ” و ” الو حليمة” و ” ديو حليمة” و “رن يا جرس” ومسلسلات حليمة في الام بي سي، وغيرها منذ انطلاقتها في بداية عام ٢٠٠١ مع برنامج “ذا بست ” وهي لا تزال طالبة في السنة الأخيرة من كلية الآداب في جامعة الكويت.
اثار التكريم عديد من التساؤلات، ووجهت الانتقادات لها دون غيرها، وللحق “حليمة بولاند” فنانة وإعلامية لا علاقة لها بكل ذلك النقد والانتقاد، هي فقط شخصية عربية نسائية تم تكريمها من قبل دول عده مسبقا مثل الامارات وعمان، واليوم تكرمها امانة عمان الأردنية، فسافرت وحضرت التكريم، ولأنه عرف عنها ” الدلع ” الذي هو جزء من شخصيتها واداؤها تم وضعها في مقصلة الاتهام بينما المتهم الحقيقي هو الذي لم يكرم أحد من الأردنيين، وهو الذي يصفق له ويرتقي المناصب وفي مقاعد النخب وتهاجم ” حليمة”.
الانتقاد يجب ان يوجه للأردن ومسؤوليه ومنظمي الاحتفالية عن الإخفاق في احقاق تميز الأردنيين وتغيبهم عن ساحات التكريم، بينما من ادبيات واخلاقيات الناجحين الواثقين من تميزهم – رغم عدم اهتمام الأردن بهم – هو ان يوجه للمكرمين من الاشقاء العرب كلمات المباركة تحفيزا لهم ولغيرهم من نجوم العرب ويشد على أيديهم فأن نجاحاتهم وتكريميهم تكريم للجميع.
للأسف لم يتم حجب التكريم عن الأردنيين، بل هم أصلا ليسوا في القائمة ولا الذكر، وقد حدث ذلك مسبقا في مناسبات عدة ومن قبل أمناء العاصمة الأردنية ” عمان “ و كان الأردن قرر دفن ” الوفاء “.
لقد تم التغاضي عن معايير الاختيارات، عن الرسالة والاستحقاقات، وتم التغاضي عن سبب الجراح والألم، واتجهت الأنظار الي العوارض بينما يجب الغوص في أعماق المشكلة والتي هي لماذا ” لا كرامة ولا تكريم لعملاق أردني او اردنية في قومه ووطنه “.
الاهتمام بالمتميزين من العرب شيء جيد ولكن كما يقول المثل:” ما يحتاجه البيت يحرم علي الجامع”، والبيت مفلس وفي حاله انهيار ويحتاج الي كل شيء وأي شيء.
ولعلها مناسبة الحديث عن ان التكريم يجب ان يخرج عن إطار” الدلع” و ” شكرا طال عمرك ”
ما لم يتم حدوث ثورة فكرية نوعية في التعامل مع الفن والثقافة والابداع، ومعالجة القضايا الراهنة والمستقبلية جنبا الي جنب مع السياسة والاقتصاد فسيبقي مسلسل ” جمهورية حليمة – بوند ” الذي يجمع دلع “حليمة بولند” واستقواء ” جيمس بوند” في إطار واحد من العصيان والتمرد ضد كل النهج المتبع، و هو ما يعيدنا الي مسلسل ” فضة المعداوي” للفنانة الراحلة العظمية سناء جميل و جبروتها و نهجها المطبق علي رقابنا.
على الحكومة التي يقودها د. الرزاز ان يقرر في أي اتجاه يقود حكومته وما هو دور وزير ثقافتها خلف الكواليس وكوابيس التكريم والتجاهل والاقصاء؟.
هل سيعمل د. الرزاز على إسقاط جمهورية” حليمة” او احياء ومساندة جمهورية ” بوند” الذي لا يقهر ويجد مستر بوند مخرجا وحيلا لكل موقف تحكم قرارته علاقات نسائية وغرام ” الدلع”؟
الشعب مع سقوط تلك الجمهورية وضد اسقاطات المسؤولين التي تعرض يوميا على مسارح الأمانة.
نبارك للإعلامية و الفنانة حليمة بولاند وزملائها المكرمين معها، ونعلن ان المسرح الأردني مغلق للتحسينات.
[email protected]