توجان فيصل تطمئن الاردنيين

بيان من توجان فيصل
كنانه نيوز – أتصل بي أمس العديد من من الإخوة والأخوات لقلقهم بسبب إشاعة نشرت عن كوني في حالة مرض شديدة , وبما يوحي بأنني على فراش الموت.

وهي إشاعة تكررت من قبل لدى كل منعطف حساس يمر به الوطن, لإحباط أبناءه. لهذا رأيت أن من واجبي طمأنة كل أردني وأردنية وكل عربي وعربية – بل وكل انسان خيّر في العالم يقدرني ويقلق علي وعلى ما أمثّل- بأنني, على العكس مما أشيع, في صحة ممتازة ولا أعاني من أي مرض كان, حتى تلك التي تتبدى بدرجات لدى بعض من هم في سني وتلزمهم بحمية أو بعض العلاجات. بل إنني في كامل صحتي, وفي كامل نشاطي, وأقوم برياضة المشي يوميا, إضافة لكل واجباتي “الممتعة” كأم وجدة ,وحماة لصهرين وكنّة سعدت بكسبهم أبناء لي لم ألدهم.

وكل ما يلزمني”طبيا”هو ما يلزم أي إنسان سبق وتعرض للسرطان, وبخاص مرتين كما في حالتي .أول الإصابتين كانت في بداية حياتي النيابية وثانيهما في نهايات العام 2010, وكلاهما تغلبت عليهما دون أن اسمح حتى للسرطان بالتأثير ولو جزئيا (كما يذكر جلّكم الواعي سياسيا حينها) على واجبي الذي التزمن به تجاه وطني وأبناءه. وتذكرون – والشباب بخاصة هذه المرة- دوري في فرض إرادة حراككم عام 2011 ( رغم أنني كنت أتلقى جرعات العلاج الكيماوي حينها بعكس الحالة الأولى) بعزل الحكومة وحل مجلس النواب واعتماد قانون انتخاب بتضمن القائمة النسبية,وإن جرت الاستجابة للطلب الأخير منقوضة عما اشترطت باسمكم جميعا كي يكون أكثر من نصف نوابكم ممثلين لكامل هذا الوطن, الذي ننتمي كلنا لكامل ثراه أسرة أردنية واحدة..أو اقله لمحافظاته وليس لدوائر مفتتة للأسرة الواحدة. والتفاصيل تجدونها عند المكلف حينها بالحديث معي, دولة السيد معروف البخيت والصحفي (الوزير لاحقا) عبد الله ابو رمان, اللذان زاراني حينها لمعرفة مطالب الحراك.. أقولها لأؤكد أن المرض الأشرس وأثناء علاجه بالكيماوي لم يمنعني من أداء واجبي نحوكم.

ولكن لطمأنتكم على صحتي الحالية وحتى الحال القادم منها, وإقفال باب الإشاعات والقلق, أنا الآن في كامل عافيتي حرفيا. كوني “أعقل وأتوكّل”, فالتزم بما يتوجب على أي مريض سرطان سابق من عمل صور أشعة وتحاليل دورية قادرة بحكم تطور الطب (ولدينا فيه صروح أردنية) على اكتشاف أي مرض في بواكيره. وألتزم بما يتوجب- كما أثبتت أحدث البحوث الطبية العالمية- من وجوب المداومة على أخذ علاج هرموني يمنع عودة السرطان أو انتشاره لدى المصابين من قبل به. وأتعامل مع آثاره الجانبية المحدودة, بعلاجات بسيطة مرفقة بداهة بالعلاج الهرموني.

وهذا كله أقل أثرا من أي علاج طارىء يوصف لطفل أو شاب رياضي لنكسة صحية, وحتما هو أقل بكثير مما يلزم كبار مسؤولي البلد من علاجات (شفا الله الصالحين منهم وهدى الآخرين لكون إرادة الخير والتعفف في القول والفعل وتجاوز “الأنا” بانتماء صادق لحالة إنسانية أوسع هي خير علاج للنفس والجسد ثبت حتى علميا) ..والأهم أن قدراتي العقلية وإرادتي – كون المطلوب مني ليس تحقيق فوز رياضي لبلدي- ما زالتا كما عرفتموهما, ويمكنكم التأكد من ذلك بمتابعة مقالاتي الأسبوعية على جريدة “الراية القطرية”, وأيضا تعليقاتي على الأخبار والمقالات في مواقع عربية رئيسة , ك”راي اليوم” و “القدس العربي”.
ولمن يشيعون, مكررا, أنباء غير صحيحة عن صحتي وأحوالي, أغفر لهم تحديدا لكون ما فعلوه أكد لي مجددا بقاء بل وتعزز المحبة والوفاء وزمالة النضال الوطني والقومي وحتى الإنساني, التي جمعتني بكم.
واشكر, ومعي أسرتي الصغيرة, كل من اتصل أو كتب قلقا أو داعيا لي بالشفاء من أسرتي الأكبر.
عمان 25-2- 2019