
الروابدة .. يتحدث عن ” الحواف ” منذ نشوء الدولة الأردنية
طمس دوره وأنكرت جهوده. تحمل آثار النكبة الأولى، وكان وقعها عليه فوق قدراته. صبر واحتسب لأنه صاحب القضية ، والشريك فيها على الشيوع .
تلوح في الأفق حافة جديدة ، عصية على الترقيم . يقال أنها صفقة القرن . تثور حولها الزوابع لاخفاء معالمها . تجد سبيلها للتنفيذ بالتدريج خطوة خطوة . مآلها تصفية القضية المركزية . والنظام العربي يترنح كل منشغل بحماية ذاته ومواجهة قضاياه الداخلية . لم يبق في الساحة للتصدي للصفقة سوى الأردن وسوى أهل فلسطين الصامدين ببطولة على أرض وطنهم . هما مصدر الرفض الجدي والتعبيرعن ذلك الرفض . وهما من ستيحملون مسؤولية ذلك الرفض . الأردن بقيادة مليكه ينفرد بالتصدي الفعلي للدفاع عن الحق الفلسطيني كقضية أردنية . الضغوط عليه عاتيه ومن كل الاتجاهات والأطراف . لم يستسلم رغم الواقع الاقتصادي الصعب بل المنهك حتى يخال المرء أن الوصول لذلك الواقع كان مخططا له منذ زمن . والوقوف مع الاردن لا يتجاوز بلة ريق عوضا عن ارواء ظمأ.
عبر الأردن بهمة شعبه وقيادته كل الأزمات العاصفة ، وتجاوز كل التجارب المرة والمريرة ، محتفظا بتوازنه واتزانه . لكن الظروف صعبة والتطورات متسارعة والأخطار داهمة والأوضاع مقلقة . الوطن ، يتلقى فوق اكثر من اي وقت مضى ، بحاجة الى وقفة جادة تتجاوز التنظير المجرد والتلاوم واختراع الأعذار . الوطن بحاجة الى كل قواه الوطنية الجادة الفاعلة ، دون تهميش أو استثناء ، ودون استرضاء أو استقواء . المرحلة الحالية لا سابقة لها تحتاج الى برنامج عمل متفق عليه لا يستفرد به طرف ، والى خطة طريق تتجاوز التجربة والخطأ . التحدي هو للجميع ….. يتحمله الجميع .
عبد الرؤوف الروابدة