البطاينة : في شهر رمضان اخاطب فيكم الضمير

البطاينة : في شهر رمضان اخاطب فيكم الضمير  

كنانة نيوز – محمد محسن عبيدات 

كتب للكنانة نيوز الكاتب الصحفي زياد البطاينة مقال تحت عنوان في شهر رمضان اخاطب فيكم الضمير جاء فيه :

في شهر رمضان يحلو للكثيرين ان يقراوا لاادري تقطيعا للوقت حتى الاذان واعلان موعد الافطار ام انهم لايستطيعون النوم لشده التفكير بامور الحياه … ولاادري لما جاء على خاطري ان اكتب مقاله سياسيه بعد ان رايت البعض من سياسيينا مازالو يعتلون المنابر في هذا الزمن الذي مازال فيه تجار الكلمة وكتبة المجالس وحملة المباخر نعم يعتلون منابرهم بافكارهم وايديولوجياتهم يحاولون قهر الكلمة الحرة ….واجد نفسي واقفا لاقدم اعتذارا لمتابعي مقالاتيوالتي كانت ومازالت سياطتسلخ جلود الفاسدين وانارات تضئ الطريق مرشده للخلل بقصد التصويب لاالتهويش لاسمح الله مقالتي اليوم ليست مرثاه اتلو من خلالها صلاتي ان يجنبني واياهم الله كل شر وارقي نفسي من شرهم واطلب شبه وخرزة زرقا للمنادين بالديمقراطية وهم كثر ككاتب يعيش زمن الحرية التي افرزتها ما اسموها الديمقراطية المتاحة.
فمع مجيء كل مجلس امه يخرج علينا فرساننا فرسان الديمقراطيه وسدنه التشريع حاملين رماحهم ورافعين رايات الحرب على الفساد وتقرع طبول الحرب, وتعلو الغبار.. لكن دون ان نشهد حربا, ويظلون يراوحون مكانهم واصوتهم الجهوريه تجلجل مخترقه اعناق السماء … حتى يصبح اكثرهم في بؤرة من الفساد يصعب الخروج منها ويبدا صوتهم ينحسر و يخبو رويدا رويدا حتى نكاد لانسمعه ونكون قد فسدنا  ,وكلنا يعلم انه اذا كان اصلاح فساد السياسات معقدا وصعبا وليس قرارا وطنيا نظرا لتشابك الجهات ذات العلاقه فان اصلاح ماتفسده الضمائر الخربه الفاسده امر ممكن من خلال اجراءات يمكن ان تتخذها الحكومات ان لم تكن متورطه بها….. فما من أمةٍ من الأمم عبر تاريخها تهاونت في محاربه الفساد باشكاله إلا وحصدت الفوضى والتخلف اللذين يشكلان أخطر عوامل الانهيار ليس الاقتصادي فحسب وإنما القيمي والاجتماعي والفكري،ومما لاشك فيه عندما يتصدع الصرح الأخلاقي لأي مجتمع من المجتمعات تتسلل إلى مخزونه الثقافي والتراثي عبر هذه الشقوق فيروسات خطيرة سرعان ماتظهر آثارها التدميرية في سلوك بعض أبنائه المصابين بنقص المناعة ضد الأمراض والأوبئة النفسية. ولتقوية المناعة ويصبح لابدّ من معالجة سريعة لكل الصدوع وإزالة أسبابها وتحصين صروحنا من الأفكار الهدّامة والعقول المظلمة والأيادي الآثمة التي لايوجد في قاموس أصحابها…. إلا السلب والنهب والتخريب، ولا في نفوسهم بصيص من نور أو خير، وهذا بالطبع يتطلب عملاً جاداً تتضافر فيه كل الجهود وتتشابك الأيدي النظيفة المخلصة التي اعتادت البذل والعطاء والإعمار والإصلاح والبناء، عندها فقط يصبح ممكناً تذليل ماهو صعب وتحقيق ماهو مستحيل، ولا أعتقد أن أي مواطن واعٍ وشريف لايعرف أن استمرار الأزمات لايصب إلا في مصلحة الأعداء المتربصين بالوطن والشعب تمزيقاً وتهديماً وقتلاً. فهل سنرى في المستقبل القريب خطوات جريئة وجادة من شأنها أن تساعد على التخفيف من وطأة الأزمات المفتعلة .

 

تمرد لساني الصابر طويلا كالجملكما هي اذناي وقلمي قبل ان يجتر شريط الذكريات الذي يحمل الخطب الرنانة التي اسمعنا اياها قديما دعاة الديمقراطية والذين كانوا بالامس فرسانها بحق قبل ان يعتلو ظهور الكراسي حين كانوا يطوفون على دواويننا وصالونانتا وحين كنا نحشد لهم الجماهير كي يرددوا عليهم ما كتبوه ليوظفوه لتحقيق اهدافهم وماامنوا به على حد قولهم وما مضوا اليه من خلال ندوات ومحاضرات وينظرون علينا ونسكت لهم ونهضم كلماتهم غصبا , البعض منهم مازال يطوف ويرد د اغنية الديمقراطية والحرية ومحاربة الفساد والمفسدين ومحاربة الشللية والمحسوبية والوساطة اسطوانات جرحت قدر مااشتغلت للان تاري الكلام مش زي الشوف وكما قالت امي رحمها الله عرفته قلت عرفته قال جربته قلت لا .قالت لافيك ولابمعرفتك ,فالديمقراطية نهج وسلوك وممارسةهكذا علمونا منذ الصغر والعلم بالصغر كالنقش بالحجر من هنا حق لي ان اتوجه للمنبريين والمنظرين والسياسيين باسئلة مشروعة قبل ان ابحر بين الاسطر .الم تتغير حالنا مابعد قرار التحول نحو المنهج الديمقراطي.الم ننادي بالتعددية السياسية والحزبية وضرورة التوجه الاطلاقي نحو التحرر من عقدة الخوف والتطلع نحو المستقبل .الم نمنح مساحة للحرية الفكرية والتعبير عن هذه الحرية بلا خوف وبجراه ومواجهة .

 
واخيرا الا نحاول ان ننمي السياسة. وان نخلق الوعي ونحرر الكلمة من اساور الخوف.. ولماذا يقف البعض اقول ان البعض بموقف المدافع والمناضل البعض من ممثلي القوى السياسية والحزبية وممثلي الشعب بكل شرائحه… لماذا يقف في مواجهة الكلمة التي تخدم مصالح الشعب وهم يعلمون مدى التحديات وتنوع المستجدات على الساحة ودور المفكر والصحفي والكاتب اقول هذا واستغفر الله لي ولكم. هل لان البعض من سياسيينا لم يحمل وعيا مدركا لحال الواقع المستجد ولم يحاول البحث عن طريق للخروج من الزيف والادعاء ولم يعمل على ترحيل ذاته نحو فهم اكثر معرفة بالمستجدات الفارضة حضورها على محيط ومتطلبات الواقع المستجد التي تحز عنق السياسي العاجز عن ادراكها. انا اعلم ان السياسي من المفترض ان يكون فاعلا محركا لقضايا مجتمعه وان يفعل دور الديمقراطية التي طالما تغنى بها في حملاته الدعائية والصالونات وامام شاشة التلفاز وان يعمق مفهومها وان يخلق داخله حراكا ذهنيا يخرجه من حالة الارتهان لغبار قوالبه الفكرية السابقة ليؤصل منهجا فكريا يهم به الواقع والتغير وان يجسد القول فعلا .وان يكون الجدار الدفاعي عن الامة وقضاياها الكاشف للمستور والمحارب للفساد والمفسدين لا ان ينظر علينا في كل مجلس ويدعي انه السياسي القادر على بلورة الفكر الديمقراطي والاكثر والاشمل معرفة وادراكا لقضايا الوطن والامه,فلا اقترب من الشعب ولا حاول الاقتراب بل فرد جناحيه مستعليا ولااقترب من الخطوط الشعبية حتى وكان مااعلن عنه الامس من فكر ديمقراطي قد وظفه ليمارس ارهابه الفكري ويقمع كل فكر سابق او لاحق…… فاسقط ماهية الفكر الديمقراطي وحاول ان يوهمنا انه يسعى لبناء مجتمع ديمقراطي قوي متماسك مليئ بالتهويم …بعد ان اسقط كل لغة الحوار واعتبر نفسه فوق كل لغة واراد البعض من سياسيينا التفرد واحتواء الكل ومن رفض او خرج عن الخط عرض نفسه وحضوره وفعله لاحكامه الاتهامية الفائضة وحاول شد كل خطاب لمدحة والاشاده به واعتبر ذلك اسمى حالات التجلي .

 

 نعم انها الديمقراطية المنهج والسلوك والممارسة التي ارتضيناها لانفسنا ومهنة الصحافة وميثاق شرفها ودورها وواجبها الذي راينا فيه منارات تهدي الضال وتصوب الوضع بفكر ناضج دون وجل او خوف …وان تكون الكتابة فاعلا محركا اجتماعيا وعاملا على تحريك السكون للواقع الذي نحيا فوقه لنخرجه من بؤسه….. فلماذا نواجه بالخطاب القمعي والاسكاتي وهم يعلمون انه بالاستعداء يخسروا معركتهم ويفقدون المناخ القابل للتطوير ؟وبالاستحياء نخسر حضورنا ولن يكون لنا دور ويتم عزلنا عن مجتمعنا وخيانه لمهنتنا فاي خطاب يريدون السنا ممن نادينا بان الديمقرطية نهجنا …..والديمقراطية حرية وحوار يشد الاخر من خلال الاقناع لامن خلال القمع والاسكات ..غير مقيدة باحكام سلفية جاهزة ولا متكئ على الاملاء ولاردود فعل. الديمقراطية تدعو لممارسة النقد والنقد الذاتي بموضوعية حتى على الذات لنكشف بواطن الضعف.فاي ديمقراطية هم يريدون واي دور لنا يرتضون واي فكر ينهجون واي طريق لنا يختارون لان الديمقراطية بنظر تلك الفئة قيد حبله طويله يرخونه متى يريدون ويشدونه وقت يريدون… ولا ادري فسياسيينا او البعض لم يدركوا ان التغيير لابد ان يستند الى مبادئ كبرى صالحة لفترة زمنية وتاريخية متطورة موجهة مستندة هي بنفسها على تحليل منسق للوضعية الراهنة ولممنحى تطورها لذا لنتفق معهم على معناها .وبعد فاني مازلت اتسائل ماهي الديمقراطية التي اعتنقها البعض وماهي اوجه الخلاف بينها وبين ماعلمونا اياه وكيف لي ان اتحاشى غضبهم واتجنب فالديمقراطية التي نعرفها ونعشقها ….هي الحرية…. اما ديمقرطيتهم فاني اجهل كنهها واسرارها ولا ادري تحت ايه خانه تندرج .