حرّاس الوطن وسرّاقه/ أحمد حسن الزعبي

حرّاس الوطن وسرّاقه

أحمد حسن الزعبي

أحسنت الحكومة صنعاَ عندما قامت بتحويل قضية “مصنع الدخان” إلى أمن الدولة ، مع إيماننا المطلق بأنه واجبها الحقيقي والطبيعي أن تقوم بذلك، لكنها تستحق منّا تصفيقاً استثنائياً و طويلاً في ظل القوى الموغلة بالفساد والتي تحاول محاصرتها وإفشالها..و سنصفق لها طويلاً طويلاً لو تمكّنت من قطف كل الرؤوس الكبيرة المتورطة دون خوف او تردد ،سنصفّق لها طويلاً لو نزعت وجوه البلاستيك المختبئة خلف الوطنية المزيفة والمراكز المرموقة وقدّمتهم عراة من انسانيتهم وأردنيتهم امام الشعب لنحاكمهم شعبياً قبل ان نحاكمهم جنائياً ، سنصفّق طويلاً لو هي رفعت يدها أكثر للرف العلوي من الفاسدين ولم تأبه بتدرّجات اللون الأخضر –التي أكّدت انها نالته من صاحب القرار- لتطال من يعتقدون انهم محميون بحكم النفوذ وانهم يجلسون فوق ارائكة الخط الأحمر ،فالعدالة لا تمايز بين الأخضر الفاتح و “الأخضر” الغامق ليجلب الأول الى وجه العدالة وتدير العدالة وجهها عن الثاني.

الشعب يحميك يا دكتور عمر الرزاز لا تخف ولا تتردد ،افتح كل الخطوط وكل الملفات وكن أقوى مما نتوقع، افضح كل من غطى ،وأخفى، وهرّب، وتآمر، ومرّر، وقبض،وساهم ،وشارك،وسلب،وخان..هذا الوطن ، نحن معك ما دمت مع الوطن..ونحن ضدّك اذا جاملت او خفت أو تراجعت على حساب الوطن..ثم ماذا تنفع المجاملة إذا خسرنا الوطن؟ ممن نخجل إذا لم يخجلوا من هذه الأرض وهذا التراب…لا أحد اكبر من هذا الحبيب الممتد من الوريد إلى الوريد ،مهما كبر رأسه أو عزّ نسبه..

ما نريده ان يكون الدستور والقانون فوق الجميع..المسألة ليست مسألة “مصنع دخان” ، المسألة كيف تــُرعى ،وتــُدعم ، وتروى خطوط انتاج الفساد في هذا البلد؟ من يحميهم؟ وكيف تسيّر أعمالهم ويصنع منهم رجال أعمال ومحسنين وأصحاب برّ أمام أعين الحكومات وأجهزة الدولة؟ من يسرق الوطن في النهار لا نقبل منه “طرود” مساعدات في الليل !..فالوطنية لا يتغيّر مزاجها حسب التوقيت..
بالمقابل عليك الانتباه!..كما أن هناك سراق للوطن هناك حرّاس للوطن..”فؤاد الدويري” الذي استرجع قلاّبات الرمل عندما عرف انها ذاهبة لمشروع خط الغاز “الاسرائيلي” هذا حارس للوطن ويجب ان يكرّم ..ومثله الملايين من الوطنيين الشرفاء الذين لا يساومون على ذرة من التراب حتى لو قرصهم الجوع..المعركة يا د.عمر أكبر من “مصنع دخان” المعركة محتدمة بين حرّاس الوطن وسرّاقه..من”يسمسرون” على صحة الأردني ،ولقمة الأردني، وكرامة الأردني،وجبهة الأردني، وشرف الأردني..وبين من يقاتلون دفاعاً عن هذا الوجود، مررواً بصحة الأردني ولقمة الأردني وكرامة الأردني وجبهة الأردني وشرف الأردني ..سرّاق الوطن كثر وجلّهم يرتدون ربطات عنق ويحملون ألقابا عليا لا نعرف كيف حصلوا عليها وما هو الثمن الذي سددوه لأجلها..وحرّاس الوطن يرتدون “البساطير” ويحلمون لقب “حرّاث” من الدرجة الأولى منحتهم اياه الأرض ولا أحد سواها…
بالختام، عزيزي الدكتور عمر ، كن أهلاً لهذه المعركة…ان قررت الاستمرار نحن معك، وان قررت التراجع، لن ننتظرك طويلاً حتماً سنتجاوزك ونكملها منفردين…فالحق لا بد ان ينتصر..واذا خاف الحارس من السارق..نُهب البيت واستبيحت حرمته ونحن والله لم نخن بيوتنا يوماً ولم نترك للسرّاق أوطاننا… واسأل التاريخ عنا يا ابن منيف!!احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com