حوارية عن الهوية والشباب في ثقافة اربد برعاية الوزير جريس سماوي

كنانه نيوز – ثقافة – بكر محمد عبيدات

بدعوة من فرع نقابة الصحفيين لاقليم الشمال ؛ رعى وزير الثقافة الاسبق جريس سماوي فعاليات الحوارية حول الهوية الاردنية والشباب ،حيث اوضح سماوي بان الهوية الوطنية إختيار فردي لا تستطيع أي قوة فرضها قسرا لإنها تعكس إنتماءا وجدانيا لدى المرء بحياته وبيئته وثقافته وواقعه الذي يعيش في قاعة المركز الثقافي في اربد ، وتولت عرافتها الزميلة علا قاسم عبيدات.

وأضاف خلال الحوارية التي نظمتها اللجنة الفرعية لنقابة الصحفيين في إقليم الشمال اليوم في مركز إربد الثقافي وادار مفرداتها مدير الثقافة الدكتور سلطان الزغول بان المعرفة تبدأ بالنفس فإن عرفت نفسك جيدا يمكن لك الانطلاق نحو المحيط العربي متسلحا بفخر المنجز الوطني والهوية الوطنية ومبادئها.

وأكد سماوي خلال الحوارية أن الشجاعة تقتضي أن نواجه السؤال عن الهوية بوعي عميق وصراحة صادقة وبإيجابية وتجنب الخلط بين الانتماء الذي يفضي الى إساءة حتى لو كان دافعه حب الوطن.

وتطرق سماوي الى جوانب متصلة بالإعلام التفاعلي وأثره بالمس في الحالة الوطنية موضحا أنه مع الحرية الاعلامية وضد أي قيد عليها لكن ذلك لا يمنع من إيجاد القوانين الناظمة لهذه الحرية التي تنأى بنا عن أي شط غير محمود العواقب. متطرقا الى الفعل الثقافي وأثره بالهوية الوطنية لافتا الى أن الدولة الاردنية تأسست عام 1920 وكان بلاط المغفور له المؤسس بلاط ” الامير الشاعر والمثقف بإمتياز “عبر إستقباله مؤيديه ومعارضيه في ذات الوقت”، ما يعكس رحابة الصدر التي تمتع بها إنطلاقا من المفاهيم التي تأسست عليها الدولة الاردنية والتي هي مفاهيم ومباديء الثورة العربية الكبرى.

وأكد سماوى أن الدولة الاردنية تأسست ببعد عروبي فكان جيشها اسمه الجيش العربي لا الاردني، ونحن الان إستمرار لفكر الدولة ومبادئها وإن كان وطننا يضم شرائح إجتماعية متنوعة وثقافات متنوعة لكنها انصهرت نهاية المطاف تحت عنوان عريض وهو “الهوية الاردنية والانتماء اليها ولثقافتها”. كما تطرق الى التنوع الديني الذي يسود في الأردن وقدرة الدولة على إستيعاب هذا التنوع وفق منهجية وثقافة التسامح وقبول الاخر، في وقت شكل فيه هذا التنوع بدول أخرى عوامل شقاق ونزاع لكن نجحنا وبإمتياز في إثراء تراثنا الثقافي.

وقال سماوي أن الدولة الارنية وحضارتها ضاربة بجذور التاريخ وأن الزعم بأن الرومان هم من بنوا المدن باطل لانهم كانوا مجرد حكام إدارة فيما معاول البناء كان اسلافنا واجدادنا الذين حملو الرمل وبنو الحجر وملامح وجدانية الانسان الاردني ظاهرة في كل شبر من معالم هذه الحضارة.

بدوره قال رئيس لجنة الصحفيين في إقليم الشمال الزميل الدكتور خلف الطاهات أن هذه الحوارية ثمرة تعاون مشترك بين مؤسسات حكومية وهيئات نقابية ومجتمعية همها مناقشة القضايا المطروحة في الساحة المحلية وإخضاعها لمنطق البحث والدراسة والنقاش.

وأضاف الدكتور الطاهات بان الاعلام والثقافة اداة بناء وصناعة وتشكيل الهوية الوطنية ما يحتم التركيز على المسؤولية المهنية القائمة على الحيادية والموضوعية والتوازن والتعددية في نقل الاحداث والأفكار والمواقف التي تعيشها الأمم والشعوب.

واكد الدكتور الطاهات على أن الهوية الوطنية يبرز شكلها النهائي في الازمات التي يعيشها الوطن لافتا الى أن الخطاب الاردني الاعلامي في أغلب اتجاهاته خطابا واعيا ومسؤولا وناضجا ومتماسكا يحول دون أن تطل هويات فرعية برأسها من هنا أو هناك سواء أكانت جهوية أو إقليمية أو طائفية. واكد ان النخب الاعلامية والثقافية مطالبة بعدم ترك الفضاء الافتراضي للجهل وأصحاب الاجندة والدخول بإشتباك فكري حواري وتواصل مستمر مع الشباب لحماية قيم المجتمع وروح الامة لتمكين الشباب من مواجهة التحديات التي تفرض نفسها والتي تؤثر سلبا على شكل ومستقبل الهوية الوطنية.

وكان الدكتور الزغول قد أكد على اهمية الدفع بإتجاه التوعية بالهوية الوطنية وضروراتها بإعتبار التوافق على عناصرها ضمان لإسهامات إيجابية لكل من يعيش على الارض الاردنية وتحقيق النماء والتطور لها. واكدت عضو اللجنة الفرعية للنقابة الزميلة علا عبيدات أن الحوارية تأتي ضمن سلسلة أنشطة شرعت اللجنة بتنفيذها تحاكي الهم الاردني في مختلف القضايا المتصلة بشؤون الناس وحياتهم اليومية وسيستمر العمل بهذا المنهج تبعا للتطورات التي تشهدها الساحة الاردنية في مجالات سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها

وفي نهاية الحوارية التي حضرها حشد من شباب محافظة إربد دار حوار مفصل بين الحضور وسماوي تناول جملة من القضايا الهامة على الساحة الأردنية.