ما بعد الكلام.. / أحمد حسن الزعبي

ما بعد الكلام..

أحمد حسن الزعبي
الصحفي او الكاتب الصحفي مثل حكم المباراة تماماً..بصفّر عند وقوع الخطأ ،ويحتسب الوقت الضائع بدقّة..ليس مطلوباً منه ان يصفق للهجمة أو “يزغرت” للشوتات الضائعة..اذا سجّل هدف يتناول دفتره الصغير ويدون الهدف والوقت الذي سجل به..غير ذلك هو معني باللعب النظيف..
لا نشكك بدماثة خلق رئيس الوزراء د.عمر الرزاز ولا بقدرته على التواصل مع الناس، لكن الكلام الجميل الناعم المهذب لا يطعم الأفواه خبزاً ولا يملأ السيارات بالوقود، عليه ان يكون واضحاً معنا دون زركشات الوعود و”التسويف” المخيف ،هل يستطيع او لا يستطيع؟؟..
لقد استخدم الدكتور عبدالله النسور جميع طبقاته الصوتية الرقيقة والحنونة والمحزنة ثم “لبسّنا 4 مليارات” وغادر دون ان يحاسبه احد،ولا نريد من الدكتور عمر ان يستخدم طبقات صوتية محسّنة وأذرع التواصل الاجتماعي ثم “يلبّسنا” مثل من سبقوه..نحن الآن نحاكم طريقة عمل بعيداً عن الاحترام الشخصية ودفء العلاقة.
قلتها منذ تسلّمه كتاب التكليف..رئيس الحكومة تماماً كطبيب قسم الطوارىء هناك حالات نازفة وطارثة وهناك أمراض مزمنة ، بمن يبدأ؟؟؟ عليه أن يسارع الى ايقاف النزيف لا الحوار حوله..و الجائرة التي اقرتها الحكومة السابقة والتي قبلها هي التي تجعل المواطن ينزف يومياً..بدءاً من تحرير سعر الخبز ،ومعادلة شيطانية لتسعير المحروقات ،وضريبة السيارات وضرائب المبيعات التي عطّلت السوق وافلست التجّار..الآن عليك ايقاف النزف..لا فتح الحوار حوله..يعني من غير المعقول ان تقف فوق شخص انقد للتو من حادث سير وتفتح حوار مع الموجودين…شو نوع السيارة اللي ضربتك؟؟ شو فحصها؟؟ فيها فتحها بالسقف؟؟ طيب حسيت أول ما انضربت…ما ان ينهي حواره مع المصاب حتى يكون قد سلّم الروح الى بارئها..الكلام والابتسامة اللطيفة لن تعوّض ما فقدناه لم يعد لدينا صبر للانتظار أكثر ولا لهضم المقالب أكثر..نريد فعلاً عملياً…
واليك ارشادات الاسعافات الأولية:
• حل لجنة التعسير الحالية وايجاد تسعيرة محروقات عادلة منصفة بحيث لا يتجاوز سعر البترول في الأردن سعر البترول عن امريكا التي تبعد عنا الآف الكيلومترات وتاخذ نفطها من الخليج.
• اعادة سعر الخبز الى سابق عهده لإعادة إحياء الطبقة الفقيرة والوسطى او تخفيض سعره ليبقى في متناول من هم دون خط الفقر.
• الغاء ضريبة المبيعات التي أقرتها الحكومة على عشرات السلع منذ بداية العام.
• الغاء ضريبة الهايبرد وانعاش سوق السيارات الذي كان يرفد للخزينة مئات الملايين من الدنانير.
• بعد أن سحبتم قانون الضريبة ( توجهوا به الى أقرب حاويات قمامة) فلا حوار حول بنوده الظالمة، ولا تفكّروا ان تعيدوه من الشباك ثانية لأن الناس لن تقبل الخديعة مرتين..

في الختام اتمنى ان يكون الانجاز أكثر من الكلام او على الأقل بمستواه الراقي..فقد مللنا الوعود ومستقبل الوطن يتسرّب كالرمل من بين أصابعنا..

وغطيني يا كرمة العلي.
ahmedalzoubi@hotmail.com