قبيل الغروب تأكل شبابنا الدروب / موسى النعواشي

قبيل الغروب تأكل شبابنا الدروب
بقلم موسى النعواشي
قبيل الغروب .. تأكل شبابنا الدروب إليك عني فأنا صائم .. أو بلغة الفلاحين ( حل عني فأنا صائم ) .. كل أخطائنا نعلقها على مبرر صيامنا .. لأني صائم .. يحق لي أن أكون غاضبا كشرا مكشرا .. لأني صائم يحق لي أن أسهر طوال الليل لأنام نهاري كله .. لأني صائم يحق لي أن أؤجل عملي لما بعد رمضان فأعيش البيات الرمضاني .. لأني صائم لا أطيق الذبابة على رأس أنفي .. أتفجر غضبا بوجه كل من سلم علي .. لأني صائم فعلى كل السائقين أن يخلوا الطريق لسيارتي فسائقها صائم .. لأني صائم فلا حدود لسرعتي .. فموعد إفطاري أهم من حياتي وحياة من يركب بجانبي .. لأني صائم فعلى كل الخلائق أن تمنحني أجراً على نية صومي .. من وما الذي جعلنا نتيه بين دهاليز هذه المفاهيم .. !؟ لست مسؤولا عن صومك أيها المسلم لأثيبك على صومك .. ( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) .. كل يوم تلفحنا أخبار الحوادث الفاجعة المفجعة .. لنرى شبابنا يموتون على الطرقات بحجة الصيام .. نتلوى على شبابنا .. فمفهوم الصيام لديهم قد تغير .. الصوم يعني السكينة وراحة القلوب .. لا استعجالاً في الوصول وعصبية أو نزقاً في الخلق لتكون النتيجة صادمة .. إن قلوبنا تدمى لحال أصابنا .. وعلى شباب يحملوننا نشاف أرياقم .. ويقذفون بصبرهم إلى صدورنا لنصبر عنهم فوق ما حملنا .. أيها الشباب : اتقوا الله فينا وفي أنفسكم .. حماكم الله .. وتقبل الله صيامكم .