
النقابات المهنية تستردّ دورها / احمد حسن الزعبي
النقابات المهنية تستردّ دورها
احمد حسن الزعبي
منذ زمن غسلنا أيدينا بالماء والصابون من الأحزاب والنواب في الدفاع عن حقوقنا الطبيعية ،وعرفنا “ميّاتهم” في الوقوف بوجه التغوّل الحكومي ودقائق صمودهم التي لا تضاهي صمود كأس بوظة بوجه الشمس ،فبمجرّد التلويح بمنصب هنا أو وظائف لذوي القربى هناك فهم على أتمّ الاستعداد أن يبيعوا أي قضية مهما كانت بالغة الأهمية وتمسّ الوطن قبل المواطن ، فالحكومات عرفت “ديّتهم” تماماً وتعرف أن تكلفة الدّية النيابية “أزهد” بكثير من فنجان القهوة..
لم يبق للمواطن الأردني كياناً يلجأ إليه ويحميه سوى النقابات المهنية ،فبعد انقسام وغياب وانكفاء على الذات عاشتها النقابات طيلة السنوات الماضية ، ها هي الآن تستعيد دورها التاريخي ،وتذود عن منتسبيها وحقوقهم وتدافع عن الشعب الأردني برمته الذي أصبح بلا نصير ولا سند بعد أن تكتّلت كل القوى المرئية وغير المرئية ضدّه ولم يعد للحياد معنى، كما لم يعد يلاقي الحديث عن حمايته وكرامة عيشه ذرة مصداقية واحدة ،فالهدف تجويعه حتى يقبل بما هو قادم..وكل الأطراف تعمل على نفس الوتيرة وكل حسب مرجعيته!..
أتمنّى على النقابات المهنية أن تبقى ثابتة على موقفها بشان إضراب يوم الأربعاء وألا تخضع لأي ضغوط أو محاولات اختراق او تنزلق في الكلام المعسول ، علّنا من خلال هذه الموقف أن نضع لبنة أولى في التصدّي لمشروع إفقار الوطن وإفلاسه عن سبق إصرار وترصّد وان جاءت متأخرة هذه الخطوة بعد أن طارت “الغربان” بأرزاقها..
النقابات المهنية من جديد تثبت أن النقابة ليست مجرّد بناء وقوائم عضوية ورسوم انتساب، العمل النقابي ارث تاريخي ، فشهادة الميلاد الأولى للنقابات كانت لرفع الظلم عن القوى العاملة الصامتة المسحوقة من تحالفات رأس المال والسلطة ، لذا لا بدّ أن يستيقظ هذا التاريخ من جديد عندما تشعر هذه النقابات أن الوطن بخطر، وان المواطن أصبح على شفير الجوع إن لم يكن قد بلغه فعلاً…
نعم لكل الخطوات، الحضارية ،السلمية ،الراقية ،الموحّدة ، حتى يتراجع هذا النهج ويوضع الوطن على سكة الإصلاح الحقيقي لا على سكّة الهلاك والضياع..
غداً 30-5-2018 موعد جديد مع التاريخ…شكراً للسادة مجالس النقابات فقد كنتم عند حسن الظن حقاً..
احمد حسن الزعبي
[email protected]