الدكتور محمد داودية :” يديعوت أحرونوت: البُنيةُ التحتيةُ للفظاعة، تمَّ وضعُها!! “

كنانه نيوز – ثقافة –
كتب رئيس مجلس ادارة الزميلة صحيفة الدستور اليومية

” يجهَدُ الكتاب الإسرائيليون والماكينات الاعلامية الصهيونية، في الداخل والخارج من اجل توفير السند الأخلاقي والحضاري والإنساني للمذابح التي ارتكبت والتي سترتكب، بالزعم انه «لم يكن للجنود خيار آخر»!! وتبرير الجريمة الاسرئيلية المتفاقمة للجنود والضباط (يسمونها الأحداث التي تضر بمكانة اسرائيل الدولية) وحثّهم على المزيد من ارتكابها، تحت ذريعة الدفاع عن النفس وتأمين متطلبات العيش المتمثلة في الدفاع عن النفس وحماية الذات بالرشاش والاسلاك الشائكة الفاصلة وتبرير أي فعل اجرامي بحجة الحصول على ضروريات الحياة كالأمن والماء.

«يتجمع خلف بوابات غزة مئات الآلاف من العيون والأيدي، التي تصلي من اجل أن نضعف، من أجل أن يستطيعوا تمزيقنا إربا. لن تكون حياة لأولادنا إذا لم نقم بحفر الملاجئ. وبدون جدار من الأسلاك والرشاش، لا يمكننا شق طريق أو حفر بئر من اجل الحصول على المياه. هذا هو «الأمر الواقع الحالي» الذي ينبلج من مقالة «دان مرغليت» في صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية.

وتسمي مقالة لأسرة تحرير هآرتس، السفيرة الهندية المتهودة مؤخرا نيكي هيلي ب»السفيرة الكفاحية». فقد قالت هيلي في كلمتها بالأمم المتحدة انه «ما كانت أي دولة من الدول المتواجدة لتتصرف بضبط نفس أكبر من إسرائيل» !!

أما الكاتب التقدمي جدعون ليفي الذي يسمي يوم مذبحة غزّة «الاثنين الأسود»، فيقول غاضبا في مقالته بصحيفة هآرتس: «العقل الإسرائيلي غُسل تماما. القلق أُغلِق إلى الأبد. حياة الفلسطيني لم تعد تساوي شيئا».

وكتبت «يديعوت احرونوت» أوضح توصيف وتظهير للواقع الإسرائيلي وكان توصيفا مرعبا مخيفا يجب ان نحتفظ به في الذاكرة فلا نتوه عن ملامحه: «الحقيقة هي أن إسرائيل مستعدة لذبح أو قتل مئات وحتى آلاف. وطرد عشرات الآلاف. ليس هناك شيءٌ يوقفها. نهاية الضمير، انتهت مراسم الاخلاق. احداث الأيام الأخيرة اثبتت ذلك نهائيا. المسؤولون تم تعيينهم، البنية التحتية للفظاعة تم وضعها.

عشرات السنين من غسل الادمغة والشيطنة ونزع الإنسانية آتت أكلها. التحالف بين السياسيين ووسائل الاعلام لإبعاد الوقائع وإنكارها نجح. إسرائيل مستعدةٌ للأعمال الفظيعة. لم يعد أحدٌ يقف في طريقها، لا من الداخل ولا حتى من الخارج. ستون قتيلا في يوم واحد، ولم يسجل أي أسف أو حزن في إسرائيل ولن يسجل في أي يوم. رواندا تقترب من غزة» !!

هذا هو العقل الإسرائيلي الحاكم اليوم، في آخر طبعاته وتحولاته وتكويناته وتجاويفه. كما تكشفه لنا كتابات الكتاب الإسرائيليين، المتشددين والاخرين المعارضين للفظاعة والتشدد.

لا حدود للفظاعات ولا قيود ولا عقوبات على ارتكابها، لا في الخارج، حيث تتكفل الادارة الامريكية بتلقي اللوم على جرائم إسرائيل، على حساب سمعتها ومصالحها. ولا في الداخل حيث تم تحضير المسرح والنصوص والديكورات والاضاءة والموسيقى التصويرية والممثلين ونياشين القتلة الوحوش.
التعليق