بيت عرار الثقافي,,حاضنة للثقافة العربية وللمشهد الثقافي المحلي

كنانه نيوز -ثقافة – بكر محمد عبيدات

يعد «بيت عرار الثقافي»، نافذة ومحطة لالتقاء مثقفي وأدباء وشعراء وكتاب الأردن والوطن العربي، وقد أصبح «بيت عرار»، مزارا يوميا لجميع فئات المجتمع الأردني من طلبة المدارس وطلبة الجامعات والأكاديميين وغيرهم من عامة الشعب، في هذا البيت يتعرف الزائر ويتفيأ ظلال شاعر الأردن الكبير مصطفى وهبي التل «عرار»، ويشاهد في فناء البيت سيرته الذاتية مكتوبة على لوحات معلقة على حجارة البيت القديمة، وقبر الشاعر الراحل عرار.
وبينت مشرفة البيت فاطمة الصباحين أهمية بيت عرار وحضوره في المشهد الثقافي الأردني والعربي وعن شاعر الأردن وطراز البيت المعماري القديم.تقول السيدة الصباحين: إن بيت عرار الثقافي هذا الصرح يقع على السفح الجنوبي لتل إربد، الذي بناه المحامي صالح التل «والد عرار»، سنة 1888، وهو عبارة عن خمس غرف وايوانين، ويشبه في تصميمه العام طراز الهندسة المعمارية السائدة في البيوت الدمشقية القديمة، ويمتاز بانفتاحه إلى الداخل عبر ساحة مكشوفة محاطة بالأشجار تتسع لحوال 300 شخص، والبيت لونه بنيّ من حجر البازلت الأسود وحجر القرطيان ذي اللون الوردي، والداخل إلى البيت تستقبله شجرة توت تلتف على بعضها وكأنها لوحة فنية مدهشة، وفي فناء البيت أشجار التوت والزيتون والليمون تحتضن قبر شاعر الأردن الأول مصطفى وهبي التل «عرار».
” كنانه نيوز ” تناولت بتصرف هذا التقرير نقلا عن الزميلة الدستور لتعميم الفائدة ….
وأشار الصباحين قائلة :” أما في داخل غرف البيت، يجد الزائر صور الشاعر مع العديد من الشخصيات المهمة في الدولة من مثل: «جلالتا المغفور لهما الملك عبدالله الأول بن الحسين والملك طلال، وصورا أخرى مع العديد من أصدقائه وصورا مع أبنائه، وإن تحدثنا عن عرار فإننا نتحدث عن جيل الرعيل الأول من مالأدباء والشعراء الذين عرفوا بقدرتهم على ايقاظ المشاعر، فعرار ثورة حقيقية تعبر عن رقي الإنسان وتحقيق العدالة للجميع دون تمييز، وإلتزام بقضايا الوطن والأمة.

وعن حياة وسيرة الشاعر الكبير عرار قالت::” كان عرار صاحب قامة طويلة، ووجه طويل أسمر، وفم مضموم دائما، تلقى تعليمه بداية في إربد ثم سافر إلى دمشق وأكمل تعليمه الإبتدائي في مدرسة عنبر، ثم انتقل إلى المدرسة السلطانية في حلب ليكمل تعليمه الثانوي، ثم عاد إلى أربد وفي آواخر العشرينيات درس القانون معتمدا على نفسه، وحصل على إجازة القانون 1930، وعمل معلما في مناطق مختلفة من شرق الأردن، وحاكما إداريا لثلاث نواح، كما عُيّن رئيس تشريفات في الديوان العالي ومتصرفا.وكانت صلته وثيقة ببلاط المغفور له الملك عبد الله الأول، حيث كان يجتمع معه ومع نخبة من الشعراء والأدباء وتدور بينهم مساجلات شعرية.

وعن دور وزارة الثقافة وإشرافها على البيت أوضحت الصباحين قائلة: بناء على رغبة شقيقات الشاعر بأن يبقى هذا البيت صرحا ثقافيا عاما تخليدا لذكرى شاعر الأردن، ولهذه الغاية تم الاتفاق مع وزارة الثقافة الأردنية لتولي مهام إدارة البيت كدارة ثقافية يزورها السياح والمثقفون وطلاب المدارس والجامعات، وتقام في أروقة هذا البيت الفعاليات الثقافية والفنية والأمسيات الشعرية والنقدية والأدبية والمعارض والأماسي الموسيقية، وذلك إنطلاقا من دور وزارة الثقافة وهي النهوض بالفعل الثقافي الأردني من خلال إطلاق فضاء إبداعي حر وبناء قدرات المجتمعات المحلية لإدارة الفعل الثقافي وتوظيفه للتأثير على نوعية حياة الإنسان واحترام التنوع الثقافي.