مؤتمرالإعلام والتحولات السياسية في الشرق الأوسط” باليرموك يحقق نهضة اعلامية

كنانة نيوز – محمد محسن عبيدات

من المعروف أن من اهم الوسائل في نهضة الأمة وتطورها ورفعتها هو الإعلام والوسائل الاعلامية، فالاعلام هو المعبر عن روح الامة وخصائصها وسماتها وشكلها من ضعف أو قوة وتقدم أو تأخر، فالاعلام, هو جل حياة الامة على كافة النواحي والاصعدة أيا كان نوع هذا الاعلام.

في ضوء ذلك كله يأتي ” مؤتمر الإعلام والتحولات السياسية في الشرق الأوسط ” بمحاوره المختلفة , ليبرز دور الإعلام في عمليات الإصلاح السياسي والاجتماعي والتحول الديمقراطي وذلك من خلال قدرة الإعلام على تمثيل الاتجاهات المختلفة داخل المجتمع , وتوفير المعلومة الصادقة والمتوازنة حول ما يجري من أحداث ، وتحقيق الوحدة الوطنية , وتماسك النسيج الاجتماعي للدولة وتحقيق المشاركة السياسية الفاعلة . حيث تتطلع كلية الإعلام بجامعة اليرموك إلى أن يكون مؤتمر الإعلام والتحولات السياسية في الشرق الأوسط منبرا علميا يجمع ابرز الباحثين في الأكاديميين في الوطن العربي لمعالجة ومناقشة الوضع الذي تعيشه منطقتنا العربية في ظل تزايد ادوار الإعلام في تشكل اتجاهات الرأي العام الساعي لمعرفة الحقيقة التي هي صميم رسالة الإعلام وهدفه النهائي.

اليوم وتحت رعاية وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني  تم افتتاح فعاليات مؤتمرالإعلام والتحولات السياسية في الشرق الأوسط والذي تنظمه كلية الاعلام بجامعة اليرموك بالتعاون مع صندوق دعم البحث العلمي،في رحاب جامعة اليرموك مبنى الندوات والمؤتمرات  بمشاركة 33 مشاركا، من 13 دولة عربية .

 

وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني  بين في كلمة له خلال حفل الافتتاح أنه ورغم كل التحديات والتحولات من حولنا، إلا أن إعلامنا الوطني تميز بثباته واتزانه، والتزامه الدائم بالمسؤولية تجاه ثوابتنا الوطنية والقومية، حيث استطاعت وسائل اعلامنا الرسمية والخاصة أن تحافظ على مهنيتها ومصداقيتها، وانحيازها إلى قضايا الوطن والأمة، وذلك بإعلائها الدائم لقيمة الدقة على حساب السرعة والسبق الصحفي، الأمر الذي يعد دلالة واضحة على الالتزام بأخلاقيات المهنة، والانحياز الدائم لمصلحة الوطن، حتى أضحى إعلامنا الوطني بالفعل عاملا من عوامل المنعة والحفاظ على أمن الأردن وشعبه ومصالحه وثوابته.

وأعرب المومني عن شكره وثنائه على كلية الاعلام والقائمين عليها لتنظيمها هذا المؤتمر العلمي الهام، لما يشكل موضوع المؤتمر من أهمية خاصة في ظل ما يحيط بنا من أحداث عصيبة ومتسارعة، لافتا إلى أن الاعلام يعد محورا أساسيا، وفاعلا رئيسيا في جل التحولات والتغيرات التي حدثت في محيطنا خلال السنوات الماضية، وخاصة في ظل التطور التقني الكبير الذي يشهده العالم، والذي أوجد أشكالا جديدة من وسائل الاتصال، تضاعفت معها سرعة وصول المعلومة، ومساح انتشارها، الأمر الذي أثر وبشكل كبير في إحداث تغيرات وتحولات متسارعة.

وقال المومني إن الحكومة سعت إلى تعزيز المكانة التي يحظى بها إعلامنا الوطني، استنادا إلى قاعدتي الحرية والمسؤولية التي تلخص الرؤية الوطنية نحو الاعلامن بحيث تعكس الرسالة الإعلامية واقع الحال بمهنية، وتطلعات الرأي العام وحقيقته، وتعبر عن ضميره، وتدافع عن قضايا المواطنين وتلي تطلعاتهم وآمالهم، مشددا على أن الحكومة التزمت بالتعاون مع إعلامنا الوطني بمبدأ سيادة القانون، وتطبيق القوانين لضمان التزام وسائل الاعلام ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بالابتعاد عن خطاب الفتنة والكراهية والتقسيم وبث الشائعات المغرضة والاخبار المغلوطة، والتي مست بنية الكثير من المجتمعات، وساهمت في تقويض أمنها واستقرارها، وخاصة مع اعتماد الجماعات الإرهابية على هذه الأدوات في بث رسائلها واستقطاب مناصريها.

وأكد المومني على أننا اليوم أحوج ما نكون إلى تعزيز دور الاعلام كوسيلة مؤثرة وفاعلة في التوعية ضد هذه المخاطر، التي تواجه المجتمعات كافة، والتي هي جزء لا يتجزأ من التطرف الفكري الذي قد يقود إلى العنف والممارسات الارهابية، ومن الواجب مواجهته بشتى الوسائل لدرء مخاطره، لافتا إلى أن الحكومة وإيمانا منها بضرورة مواجهة هذه المخاطر والتحديات قامت باقتراح بعض من التعديلات على قانون الجرائم الالكترونية، بهدف ضبط الممارسات والاعتداءات التي تتم عبر الوسائل الالكترونية، والحد من المساس بحقوق وحريات الافراد، أو الترويج لخطاب يبعث إلى الفتنة او الكراهية، مبينا أن التعديلات تضمنت تعريفا محددا وواضحا لخطاب الكراهية، بهدف حماية المجتمع من أي خطاب من شأنه المساس بقيمنا وعاداتنا، والمحافظة على ثوابتنا الأخلاقية التي تحمي المجتمع وقيمه، ونبذ أي أفكار طارئة تمس الوطن وكرامة الافراد وحرياتهم.

وشدد المومني على أن التعديلات المقترحة على قانون الجرائم الالكترونية لن تمس الحريات العامة، ولن تضع قيودا على حرية التعبير او التفكير، بل تهدف إلى الحفاظ على حرية الافراد وتعزيزها، بحيث يكون القضاء العادل النزيه هو الفيصل بين الجميع وهذا يشكل أسمى مظاهر رقي المجتمعات، وتطبيق مبدأ سيادة القانون، لافتا إلى ان الاعلام الوطني المهني والمسؤول وبالشراكة مع وسائل الاعلام العربية والعالمية، قادر على أن يكون صاحب الكلمة العليا فوق كل المحاولات لاستخدام الاعلام من قبل أعداء الإنسانية للنيل من هويتنا وتاريخنا واستقرارنا وازدهارنا.

وفي كلمته رحب الفاعوري بالوزير المومني الذي تعتبره اليرموك ابنها البار، وأحد خريجيها المتميزين الذين نعتز ونفتخر بهم، مشيدا بالجهود التي بذلتها كلية الاعلام بالجامعة من أجل عقد هذا المؤتمر للمرة الثالثة بمشاركة نخبة متميزة من ذوي الخبرات الذين سيطرحون أوراق علمية متميزة التي نحترمها ونقدرها.

وقال الفاعوري إن خريجي كلية الاعلام، هذه الكلية القديمة الفتية منذ عام 1985 والتي تبني تميزا على تميز، يجوبون الأرض عرضاً وطولا، ويتبوؤن أماكن راقية ورفيعة محليا وعربيا في مجالات الفكر والسياسة والرأي

وأشار الفاعوري إلى أن المتبصر في الاعلام في وطننا العربي يرصد العديد من الظواهر التي تستحق منا الوقوف عليها ومناقشتها، وخاصة في ظل دخول مواقع التواصل الاجتماعي إلى المنظومة الإعلامية، الأمر الذي أثر إيجابيا على سهولة بث الخبر وسرعة تناقله، كما ساهمت في تعدد المصادر للخبر الوحد، وتراجع أهمية المصادر التقليدية، والزيادة في الإفصاح والإيجابية، فأصبحت قنوات التواصل الاجتماعي ترصد الاخبار بأدق التفاصيل وبأدق التوضيحات، إلا أنها أثرت سلبيا من خلال التشويش والخلط بين الرأي الشخصي والحقيقة المطلقة، واستغلال هذه الوسائل لأهداف شخصية تصل إلى درجة الابتزاز واغتيال الشخصية، وبالتالي اختلال المنظومة الصحفية والمهنية لبعض من يتعاملوا مع الاعلام أو يدعوا أنهم اعلاميين، فاصبح الاعلام في بعض الأحيان مهنة من لا مهنة له.

وشدد الفاعوري على أن الجانب الإعلامي والصحفي الذي يؤثر على الراي العام يجب ان يكون منضبطا بمرجعياته وقيمه، مع مراعاة صون حرية الرأي، والتي تعتبر مقدسة ومصانة، فعلينا أن نحترم حقوق الاخرين، نظرا لخطورة ما قد تؤول إليه الأمور وتأثيرها على كينونة الدولة وعلى الرأي العام والتلاحم الاجتماعي لهذا البلد.

كما القى عميد كلية الاعلام بالجامعة الأستاذ الدكتور علي نجادات كلمة في افتتاح المؤتمر أشار فيها إلى أن منطقتنا العربية تعيش أحداثا جسيمة، وتحولات مفصلية عظيمة على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ولقد أنهكت هذه الأحداث جسد الأمة ومزقت أوصالها وجعلت الإنسان العربي إنسانا محبطا مثقلا بالهم والألم، فاقدا للأمل جراء ما تعانيه المنطقة العربية من أهوال متتالية، لافتا إلى أن السياسة وإفرازاتها المتعددة لطالما كانت هي الشغل الشاغل لوسائل الإعلام المختلفة من خلال المساحة الكبيرة التي تفردها تلك الوسائل على صفحاتها المطبوعة والافتراضية، وعلى شاشاتها وموجاتها تغطية وتحليلا وتوضيحا، موضحا أن الحدث السياسي في عالمنا العربي هو الأبرز في الوقت الراهن، وهو المحرك الرئيس للأزمات الراهنة التي تمر بنا، وهو الذي أدى إلى التحولات السياسية القاسية التي تشهدها منطقتنا العربية؛ وما رافقها من تحولات في واقع إعلامنا العربي.

وقال نجادات إنه وبالرغم من الإيجابيات الكبيرة التي تقدمها وسائل الإعلام المختلفة في إطلاع الجمهور على كل كبيرة وصغيرة، إلا أن الإعلام العربي أصبح في معظمه يشكل معضلة كبيرة، ويُثار حول ممارساته الكثير من الملاحظات والتساؤلات، ونجد على الجانب الاخر إعلاما بات الآن جزءا من اللعبة السياسية الدائرة، فقد انتقل الإعلام العربي في هذه المرحلة الحساسة من مرحلة إخفاء المعلومات والتعتيم على الكثير من القضايا في مراحله السابقة؛ إلى إعلام تجد فيه فبركة وتشويه وكذبا وتحريضا على الدم والقتل واشعال الفتن، الأمر الذي يحتم علينا كباحثين وأكاديميين في الإعلام، وصحفيين محترفين من مختلف الأقطار العربية أن نتوقف كثيرا عند هذه المعضلة التي يعيشها إعلامنا العربي لدراسة واقعه وإشكالياته وتحليل خصائصه ومحاولة التوصية بتصويب أوضاعه، ومن هنا تأتي أهمية هذا المؤتمر ليناقش حال الإعلام العربي في ظل التحولات التي تعصف بمنطقتنا العربية، بمشاركة كوكبة مميزة من قادة الرأي في الأردن والعالم العربي على اختلاف أفكارهم ومشاربهم واتجاهاتهم كفرصة للاجتماع والتلاقي للتباحث في شؤون أمتنا العربية وإعلامها المتنوع.

وحضر افتتاح المؤتمر محافظ اربد رضوان العتوم، ورئيس جامعة اربد الأهلية الأستاذ الدكتور زياد الكردي، ونواب رئيس جامعة اليرموك، ومساعدة الرئيس مديرة مركز اللغات، وعدد من الصحفيين والاعلاميين، والمهتمين والخبراء من مختلف دول الوطن العربي، وعدد من المسؤولين في الجامعة، وأعضاء الهيئة التدريسية وطلبة الجامعة.