أمسية جدارية من أماسي مهرجان بيت الشعراء العالمي في ام قيس

كنانه نيوز- موسى النعواشي

أمسية جدارية من أماسي مهرجان بيت الشعراء العالمي
……………………………….
مروا من هنا .. فتغنوا بتلك المرأة المغناج التي تجيد التطويح بالرجال .. لم يزرها شاعر إلا وتغنى بجدائلها .. أم قيس تلك المدينة الرومانية الولادة للشعراء .. تعجبك حكمة أرابيوس : أيها المار من هنا ، كما أنت الآن كنت أنا ، وكما أنا الآن ستكون أنت ، فتمتع بالحياة فإنك فان .
وميلياغروس ذلك الشاعر الجداري : إذا كان هذا المرج قد أزهر
والشجر ازدان بالأوراق
إذا كان صوت المزمار يطرب الراعي
إذا كانت النحلة تصنع عسلها
والعصفور يشدو بأغنيته
فكيف بوسع الشاعر أن يصمت
ثم في عصرنا تغنى بها الشعراء .. ها هو فوزي العابد يذوب شوقاً فيقول :
مشى المجد الرفيع بأم قيسِ
يذكّر بالبقاء وليس يُنسي
يباهي الكون مختالاً ويزهو
ويظهر مجدها من غير لبس
بها الآثار شاهدة عليها
ويعطي للورى مليون درس
.. محمد سمحان زارها فرواها شعراً :
جدارا .. كحل بعينيها استبد وجارا
نادى على قلبي فخف وطارا
حوراء من حوران منبت سحرها
تسبي القلوب وتخطف الأبصارا
جلست على هام الزمان مليكة
وعلى هام الشمال منارا
.. الدكتور محمد هاشم السلعوس :
يا أم قيس بددي في الليلة الظلماء يأسي
لا توقظي قيساً فقد يبكي على حزني وبؤسي
بالأمس أضاء مهرجان بيت الشعراء العالمي ليالي جدارا بأمسية جدارية ، حيث تنادى الشعراء ليرسموا صورة مسائية في الحارة العتيقة أمام جمهور ذواق .
من العراق وقف شاعر المقاومة جواد الحطاب حاملاً ديوانه :
” إكليل موسيقى على جثة بيانو ”
على لسانه المشتعل حباً ونوراً وغضباً ليقول :
جئنا نغسل أنفسنا بالنسيان
فأصيب النسيان بداء الذكرى
حين تمر الهمرات أمامي
أشد على قبضتي في جيبي
وأحسد الديناميت
.. من المغرب وقف الشاعر محمد حجو يحلل الخطاب فقال :
طلع البدر علينا من مسائي
ينتشي من حمرة الذكرى عليلا
ها هو النور وها أنت سمائي
بنجوم أفلت حيناً قليلا
وجاءت من فلسطين الشاعرة نيفين طينة لتتجلى وهي تنظر جبل التجلي:
ولما كنتُ أصرخ كنتَ تأتي
إليّ على جناح من حنانِ
تدثرني وتمسح دمع روحي
وتهمس لي فأنسى ما اعتراني
وتفرش قبلة فوق انفعالي
فأغفو في ربيع من أمانِ
ثم تقسو على نفسها :
إني كرهت طلوع الليل في بلدي
وها هو القلب في ريعانه وهنا
وكيف أُفتن والأوغاد في وطني
يدنسون بسم الظلم أي منى
.. الشاعر سعد الدين شاهين من الأردن يحكي لوعته :
صبي زيوتك فوق النار والحطب
واستشعري أينا يمشي على الحطب
هذا الأوار الذي في النار بوح دمي
وبوح قلبي جنون النار في الحطب
.. وقف الشعراء منتشين بعبق حضارة كانت هنا .. وما زالت آثارهم شاهدة عليهم .. لست أدري ..؟ هل تركوا بصمة .. أم أن جدارا بتاريخها وحضارتها وناسها وزواياها التي تنبض قد تركت في نفوسهم بصملت ، ليقولوا : كنا هنا حيث الأمل يدغدغ زقاق حواريها .
إن الشعر في أم قيس ليس ككل الشعر ، الشعر فيها همس بجوار القناديل ، مفرداته للمحبين ، وستبقى شعلة الوفاء يهتدي بها المارون من هنا .