نعم نحن منجم الصبر/ علي الشريف

نعم نحن منجم الصبر/ علي الشريف

حين استمعت الى تصريحات معالي وزير السعادة بان الشعب منجم للاردن تذكرت على الفور كلمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي حين وقف ليخطب قائلا ” احنا عنا جيش ذهب”
وعينك يا مواطن ما تشوف الا النور راح الجيش خالع مرسي عن الكرسي وكل ما اخشاه اليوم بعد ان صرح وزير السعادة بان الشعب منجم ان يصدق الشعب حاله ويروح خالع الوزير.
بصراحة نحن امام فشل اعلامي حكومي مذهل وصل حد الفضيحة سواء من خلال الاعلام الرسمي او اعلام الحكومة وتصريحاتها او من خلال استعانة الحكومة بشبكة خارجية لتحسين صورتها امام المنجم عفوا اقصد الشعب.
بالعربي هل تحتاج الحكومة الى تحسين صورتها بالاستعانه بشركات هي قطعا لا تحتاج فصورتها بهية ووزير السعادة حليوة ومسمسم وتصريحاتها احلى من العسل الاصلي فلماذا تحاول تحسين صورتها.
صدقوني يمكن ان اقوم انا وحدي بتحسين صورة الحكومة وترويجها اعلاميا خصوصا انني انا المغمور متابع اكثر من ثلاثة ارباع الوزراء الذين لا يعرف الشعب اسمائهم ويمكن لاي شخص في الشارع ان يلمع صورة الحكومة امام الناس بقليل من الكلمات .
ولكن الاهم ان الاعلام الرسمي لا يمكن له ان يلمع صورة الحكومة لو اجتمع على قلب رجل واحد لانه بكل بساطه لا يمكن لاحد ان يثق فيه ولانه بكل بسط اعلام مكمم الافواه برغبته وليس برغبة الحكومة واعلام شغل كعك وبيض.
ولا يمكن لو اجتمع كل اعلام العالم وكل شركات التلميع العالمية على مبدا واحد لا يمكن لها ان تلمع صورة الحكومة ما دام على هذه الارض جائع وطفران ومريض يبحث عن العلاج.. وطالب لا يستطيع دفع اقساط جامعته ووزير سعادة ظلمه من عينه وزيرا .
قرار حكومة الواق ويق بالتعاقد مع شركه لتحسين صورتها هو قرار يؤكد بما لايدع مجالا للشك ان الحكومة تدرك ان الشعب غير راضي عنها وبان صورتها قاتمه امام عينيه وبانه قد بات جاهزا لخلعها عن الكراسي.
واما ادراكها الاكبر فانها تعرف حق اليقين ان كتاب التدهور السريع واصحاب النظريات الغير معروفه لم يعد لهم علاقة بالاعلام او قرب من الناس لا من قريب ولا من بعيد وكل علاقاتهم باتت مرهونة بما يهرفون وما ينافقون وبطول اذنابهم ثلاثية الابعاد ففي الواق ويق الاذناب ذات ابعاد.
لاشيء على وجه هذا الكوكب يمكن ان يحسن صورة اي حكومة الا الناس التي تنظر الى افعال الحكومة ولا زلنا في الاردن نستذكر ذكريات وصفي التل واغلب اجيالنا الصاعدة لا تعرف من هو وصفي وربما لم تقرا عنه لكن التاريخ كتب عن وصفي فانصف لذى بقي يتردد كانه لا زال على قيد الحياة.
تعالوا نتخيل وزير اعلامنا حين يقول ان الشعب منجم الحكومة في وقت يكابد فيه الناس الفقر والغلاء والطفر والعوز تعالوا نتخيل ونسال هل يمكن ان تتحسن صورة حكومة لم تجد بديلا واحدا امامها غير جيب المواطن ورغيف خبزه
وهل يمكن ان تتحسن صورة حكومة واعلامها الرسمي وصحفها التابعة لها تهذي بل انها تلاخم في نقل الاحداث فلم نرى لها اعتراض واحدا وكل افعالها تمجيدا…وتمجيدا..وتمجيدا بل المصيبة انها كلها وكانها تكتب بقلم واحد.
كيف للحكومة ان تتحسن صورتها ..امانة الله عليكم تحكوا صح.. والحكومة التي تدعي الحرية والديمقراطية لا تلجم الافواه انما تحاول ان تخيطها بل اغلاقها بقوانين لسنا نعرف عنها الا القشور واما التفاصيل فلا نعرف شيئا.
صح ان الشعب منجم وسيبقى منجم وطني بالصبر والفقر والحرص على امنه وسيبقى يضحك رغم الامه ويتحمل ليس لاجل الحكومة انما لاجله حتى يبقى الشعب المختلف عن باقي الشعوب.
وحتى يبقى هو الشعب الوحيد الذي يصرف على حكومته بينما حكومته ..تلعب الغماية …وبطلع وزير السعاده بكي الشعب منجم …يا اخي احكيلنا شو عيار الذهب فيه.
خوفي ان يصبح الشعب منجم غضب ….. فحكومتنا التي تعاني الفقر والضيق … تريد ان تبني عاصمة واما مائتين متر على طريق عمان منذ سنه لم ينتهي العمل بها .
وحكومتنا التي تريد رفع سوية الاقتصاد لم تستطع للان رفع سوية الاعلام المتهالك الذي مات سريريا ….وحكومتنا التي لم تستطع ان تسترد اموال الوطن من فاسد واحد تريد ان تبنى مفاعلا نوييا …وحكومتنا التي للان لا زالت تبحث عن فرض حلولا من جيوبنا لم تعلن للان كم سددت من المديونية او العجز….
صدقني يا معالي وزير السعادة انك الوحيد الذي يجعلنا نضحك والوحيد الذي يخلق ابتسامه على شفاهنا المتيبسة … وانك الوحيد الذي وصفتنا بالشكل الصحيح حين قلت اننا منجم …لكن اذكرك انه ان صلح الاعلام صلحت الامة وباننا منجم من الصبر .