مهرجان الحارة العتيقة أم قيس وحكايات الحنين ….بقلم عماد العمري و موسى النعواشي

كنانة نيوز
بمناسبة مهرجان الحارة العتيقة حكايات الحنين .. أم قيس بقلم موسى النعواشي وعماد العمري
 
هي حكايات المارّين من هنا .. مثلما كانوا كنا هنا .. نتمتع بآثار ختمهم .. لنرسم كل يوم ألف صورة مطرزة بالوفاء .. ولا نهديها إلا للعاشقين .
تخيّل أنك تركب حصاناً لتدخل مدينة جدارا ( أم قيس ) من بوابتها الشرقية متجهاً غرباً .. تسير عبر شارعها المعبّد ذي الاتجاهين .. مارّاً بمساكنها الحديثة ودوائرها ومدارسها فالمساكن .. مروراً بالمحال قديمة البناء لتصل إلى الحارة الفوقا القديمة في آخر المدينة الخالية من السكان بعد أن تم ترحيلهم منها لغاية الترميم أو التنقيب عن آثار لحضارات مضت .. عندها يبعثرك الحنين .. ويقتلك الشوق لماض نكهته الفراق .. وإذا ما تجاوزت المناطق السكنية تصحو من غفوتك لتطلّ على سهل واسع ترابه مقدس .. يستقبلك بأحضانه المزروعة بسنابل حبلى .. وتقبل عيناك الأفق .. فتسعد برؤية البانوراما لأجمل مدينة .. وإن كنت مغترباً عنها ولا تختزن الذاكرة إلا اليسير مما كان هنا ..
وسط هذه المشاهد لا بد لك أن تتساءل عن قصص الوجود .. عن تفاصيل إرث مجيد .. عن قصص عاشها السكان .. ممن مضوا ورحلوا وكانوا هنا .. أو ما زالوا ينعمون بجمال الحياة على أرض هذه المدينة الساحرة .
نتحدث لأبنائنا عن الماضي الذي عشناه أو سمعنا .. وكان آباؤنايروون لنا تراثاً وحكايات مفعمة بالوفاء، والأجداد يقصون الحكاية نفسها .. هي سلسلة من الحكايات متواترة ، تروي تفاصيل المكان ، وترسم صورة لأجيال عاشت هنا أو مرت من هنا .
ذكرياتهم فيها لا تُنسى .. وفي الذاكرة حنين . حكايات هذه المدينة ربما تعود إلى أول من خطًت قدمه بساطها .. مذ كانت عذراء إلى يومنا الذي نعيش سعداء على هذه الأرض الطيبة .
نتحدث عن ماض جميل كان .. عن أجيال تركت بصمة للزمان .. نتحدث عن حالنا سكانا منتمين ، رمزنا الوفاء والانتماء لرائحة الآباء والأجداد .
لذا سنكتب الحكايات المعتًقة .. نرصدها من أفواه المحبين