كنانة نيوز – مقالات
هلوسات انتخابية / أسامة طارق الزعبي
المتتبع للمشهد الانتخابي ، وخاصة بعد الاعلان عن القوائم الانتخابية ، يصاب بالكآبة والاحباط والسكون والسكينة ، وتتزاحم الافكار لدرجة تعتقد انك العاقل بين المجانين ، أو المجنون الوحيد بين العقلاء وتقرر بعدها السكوت، او الضحك او البكاء لا فرق هنا.
عندما تدقق بمعظم القوائم وأسمائها،تجدها جاءت من أجل شخص واحد بالقائمة ، والباقي تكملة عدد ، يتخللها بعض الحشوات درءاً للعين والحسد، والمواطن يعرف ويعي ذلك، وهي لاتحتاج للعبقرية والذكاء الخارق لمعرفة الغث من السمين، وهناك قوائم قليلة جداً ، تجد أعضاءها متساوون تقريباً،وتجمعهم صفات مشتركة ، ولكنهم غير منافسون .
وبعد استعراض بعض القوائم الانتخابية وأسمائها خرجت بهذه الهلوسات المؤلمة حقاَ
- وسائل التواصل الاجتماعي تكشف لنا يومياً ، حجم النفاق والكذب والتزلف والرياء وبطرق مكشوفة ، ويعلمون أن بعض المترشحين فاشلين مخادعين ،لن ينصفوهم ولن ينصفوا الوطن مستقبلاً.
- القوائم الإنتخابية معظمها جاءت لتكرس شخصية الرجل الأوحد، سواء كانت حزبية أو عامة.
- الحشوات الانتخابية اصبحت ظاهرة علنية ويفتخر صاحبها بها ويصدقها وكأنها إنجاز حقيقي يتفاخر بها .
- معظم القوائم الحزبية من اصحاب المعالي والعطوفة ، وابناء الذوات ، مع قناعتنا أن القوائم الحزبية يجب ان تمثل نبض الشارع والفقراء، والبسطاء والدفاع عنهم باختصار لا يشبهوننا .
- الاحزاب يفترض بها قيادة الجماهير ببرامجها واهدافها ورؤيتها المستقبلية ، ولكنها اصبحت تستنجد بالعشائر، من خلال اختيارها بعض المرشحين ، لإنجاح مرشحي الحزب .
- الاحزاب بمجملها اصبحت حزب الشخص الواحد حتى بتنا نعرف الحزب باسم شخصية الامين العام ، باستثناء بعض الاحزاب القديمة والعريقة ، ومعظمها غير مؤثر.
- الكوتا خلقت حالة هستيرية لدى النساء ، واصبحت كل قائمةملزمة بـ سيدة لتمثيل الكوتا ، حتى اصبحنا نشاهد سيدات غير معروفات على المستوى السياسي او الاجتماعي اوالثقافي؟!.
- معظم القوائم الانتخابية لايطرحون انفسهم على الناخبين كقائمة لها برنامجها ورؤية مشتركة بين اعضائها ، بل يطرحون انفسهم كمرشحين مستقلين ، وتجمعهم القائمة أسماً تماشيا مع قانون الإنتخاب.
- الردح الإعلامي “وخاصة بعد اختلاط الحابل بالنابل ” وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي ،اصبح وسيلة للتكسب ،على حساب المادة الاعلامية الجادة والهادفة ، في زيادة الوعي لدى الناخب الأردني.
اتمنى كناخبين ان نحكم ضمائرنا باختيار الافضل ، بعيدا عن العصبية والعشائرية والمناطقية ، والمال الأسود ، لإيصال نواب قادرين على التشريع ومراقبة الحكومة رفقاً بالوطن .