الجريمة و المجتمع / وليـــد علي الجراح

كنانة نيوز –

الجريمة و المجتمع

وليـــد علي الجراح

في السنوات الأخيرة، شهد المجتمع الاردني ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات الجريمة، بما في ذلك الجرائم التي تحدث بين المحارم والأقرباء. هذه الظاهرة تثير القلق والحيرة، حيث يتوقع الناس أن تكون الأسرة مصدراً للأمان والحماية، لا ساحة للعنف والجريمة. لذلك، من المهم فهم الأسباب والعوامل التي تسهم في زيادة هذه الجرائم وكيفية مواجهتها.

أسباب الجرائم بين المحارم والأقرباء
العوامل النفسية والاجتماعية:

الضغوط النفسية: يتعرض الأفراد في المجتمع لضغوط نفسية واجتماعية شديدة، سواء من جراء الظروف الاقتصادية الصعبة أو التغيرات الاجتماعية السريعة. والاعتداء الواضح على حقوق الأفراد دون رادع قانوني واضح
هذه الضغوط قد تؤدي إلى تصرفات غير متوقعة وعنيفة.
الإدمان: تعاطي المخدرات والكحول يمكن أن يغير السلوكيات ويزيد من احتمالية ارتكاب الجرائم، حتى بين الأقرباء.
العنف الأسري: وجود تاريخ من العنف الأسري يمكن أن يؤدي إلى تطبيع العنف، مما يزيد من احتمالية وقوع جرائم بين أفراد الأسرة.
الجهل ونقص التعليم:

نقص الوعي: قلة الوعي بالقيم الأسرية والأخلاقية يمكن أن يؤدي إلى ارتكاب جرائم ضد المحارم والأقرباء.
التعليم المتدني: قلة التعليم تزيد من احتمالية وقوع الأفراد في سلوكيات إجرامية بسبب عدم فهمهم للعواقب القانونية والأخلاقية.
الأسباب الثقافية والدينية:

ضعف الالتزام الديني: تراجع الالتزام بالقيم والمبادئ الدينية يمكن أن يسهم في زيادة معدلات الجريمة.
آثار الجرائم بين المحارم والأقرباء
تفكك الأسرة: الجرائم داخل الأسرة تؤدي إلى فقدان الثقة والأمان بين أفرادها، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تفككها.

الآثار النفسية: الضحايا يعانون من صدمات نفسية عميقة قد تلازمهم طوال حياتهم، مما يؤثر على صحتهم النفسية وقدرتهم على بناء علاقات صحية في المستقبل.
التأثيرات الاجتماعية: ارتفاع معدلات الجريمة في المجتمع يؤثر على استقراره وأمنه، مما يؤدي إلى شعور عام بالخوف وانعدام الثقة.
كيفية مواجهة الجرائم بين المحارم والأقرباء
التوعية والتعليم:

زيادة الوعي بأهمية الأسرة ودورها في المجتمع.
توفير برامج تعليمية تركز على القيم الأسرية والأخلاقية.
الدعم النفسي والاجتماعي:

تقديم خدمات الدعم النفسي للأفراد والأسر التي تعاني من ضغوط نفسية.
توفير مراكز لإعادة تأهيل المدمنين على المخدرات والكحول.
التشريعات والقوانين:

تطبيق القوانين بشكل صارم على مرتكبي الجرائم، بما في ذلك الجرائم بين المحارم والأقرباء.
تطوير قوانين تحمي الضحايا وتشجعهم على الإبلاغ عن الجرائم.
التعاون المجتمعي:

تعزيز دور المجتمع المدني في مكافحة العنف والجريمة داخل الأسرة.
إنشاء برامج ومبادرات مجتمعية تهدف إلى تعزيز الروابط الأسرية ونشر ثقافة التسامح والحوار.
الخاتمة
الجرائم بين المحارم والأقرباء تشكل تهديداً خطيراً لأمن المجتمع واستقراره. من خلال فهم الأسباب والعوامل التي تسهم في هذه الظاهرة، يمكننا اتخاذ خطوات فعالة لمواجهتها والحد منها. يتطلب ذلك تعاوناً بين مختلف القطاعات، بما في ذلك التعليم والصحة والقضاء والمجتمع المدني، لضمان بيئة أسرية صحية وآمنة