كنانة نيوز –
هبـــــة حسين عبابنة تكتب:
جرش وبِدعَة الحَزَن!
ومَن ذا الّذي جعلَ الأَسى عامِرًا في نفوس البشر.. وحطَّّمَ الفؤَادَ ونَزَعَ معاني الغِبطَةِ والطَّرَب! الأَرواح مُضطربة يلزَمُها سراحٌ وارتياحٌ ورحمَة.. بعد أَيّ عناء كان، نحن بشر.. نستحقق الحياة!
قال الله -سبحانه وتعالى- : قُلْ بِفَضْلِ اللّٰهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:58] صدق الله العظيم.، وهنا إِشارة واضحة في أَمر الله جلَّ وعَلَا إلى ضرورة إِحياء الروح بالفرح وجلبِ الواحد منّا لنفسه الطمأنينة.. ومشاركة السعادات؛ لحكمة عظيمة.. وبرحمَةٍ نزلت علينا.. بدلًا من نظرة الشؤم، فكيف نجزَع ونهوَى اللوعَةَ ونستنشقُ الشَّجَا ونحن على دين الإِسلام نحيا وفينا كُوَّةُ الأَمل ومِنّا الحبّ وصوتُنَا تهلُّلٌ ومُحيَّانَا جَذل! نتشاطر المشاعر.. ونُروّض -معًا-آلامنا.. ونُذلِّلَ المِحَن!
في جرش المدينة الأُردنيّة العريقة… مهرجانٌ يُقام! وباتَ في صِراعٍ وجَدَل…
(في طرحي الآن بعض وجهات النظر، وأَترُك لكلٍّ منّا حق القَولِ والبَوح!)
فنحن كأَتباع وأَبناء لقضيتنا الأُم (قضية فلسطين الجريحة) أَحدُهم يقول -وهذه مُجرد وجهة نظر- : عيبٌ أَن يُقام مهرجان جرش.. وذلك لما فيه من فعاليات غنائية وفلكلوريّة راقصة وغيرها من الفعاليات التي لطالما حصلت فيه على مر الأَزمان والأَزَمات! واعتبر البعض أَن حدادًا على فلسطين أَولى في ظل الظروف الراهنة.
وفي اليَدِ الأُخرى يُقال: فلسطين وأَبناء فلسطين يعشقون الحياة وراسخون في أَعماق الأَرض، وكما هو متعارف أَمام الملأ أنَّنا شعبٌ واحد منذ الأَزل.. نقف متعاضِدين وقت الشدة والرخاء، لن يخيب ظنُّه إذا الأُردنُّ غَنَّى وفؤادُه انشَرَح!
أَمّا بين الجدل القائم في الأَردنيّة بين معارضة إسلاميّة ورؤية لوجهةٍ سياحية.. فسأصمت هنا، وأترك الأمر لأهل الفتوى والعلم.
مَن هنا أُوجّه كل معاني التكاتف والمؤازرة لبلدنا الشقيق فلسطين.. ونحن الأُردنيون نسير دومًا على النهج الهاشمي المُشرِّف والداعم دومًا للقضية العربية الأُولى، كما وندعم كذلك بلادنا ونسعى لِرفعته وعزَّتِه ونُعمِّر ديارنا فرحًا و وردًا…
قال رسول الله ﷺ: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”. ونحن في الصورة هنا الجسد الواحد.. كُلُّنا مُتعَبون وكُلٌّ بطريقة، وبالطبع لا يستوي ألم الحرب مع ألم الحياة ومصاعبها.. ولكن لا يكلف الله نفسًا إلّا وسعها، وكما تصنع فلسطين الفرح وسط الدمار.. لمَ لا نسمع إلّا أَنين الأَلم، ولِمَ لا نصنع الحياة!
أَسمَع صوتًا بداخلي لا يَقوى على هذا القول أو جمع حشد للسَمَر.. ولكن حياةٌ وستستمر، والنصر قادم.. فهل كل ما كان وسيكون وقعَ على عاتِقِ مهرجان جرش!
مع العلم بأنّه من الضروري الأَخذ بعين الاعتبار والنظر بعينٍ ثالثة بطريقة العرض ونوع الفعاليّات وانتقاء القائمين على المهرجان وتقديم وكل ما يتعلق بهذا الحدث؛ ليكون على مستوى يتَّسق مع قِيمنا وعاداتنا الأُردنيّة الأَصيلة ويعكس هيبتنا أَمام الجمهور الداخلي والخارجي بعيدًا عن أَساليب الوصول المُلفِتة الجاذبة باتّباع استراتيجية السلبيّة! والقول لأَصحاب القرار…
ختامًا.. بين اختلاف المشاعر وانفصامها، لا أعلم! لا أعلم كيف يكون البيان هنا.. ولا أعلم كيف نسعد.. ولكن أرمي نحو خلق البهجة ولو قسرًا فهذا حقٌّ للنفس على النفس، ولنتنعّم بما رُزقنا.. علينا بالهُونِ قليلًا على أرواحِنا.. لنعيش، لنضحك، ونغني… ولِيُقام مهرجان جرش!