ذاكرة الرؤى / للشاعر والكاتب التونسي البشير عبيد بتاريخ سبتمبر 16, 2023 مشاركة كنانة نيوز – شؤون ثقافية – ذاكرة الرؤى البشير عبيد/ تونس قبل هبوب الرياح اللواقح باغتني الولد الكسيح بالسؤال الفصيح: سيبقون يتباكون على ضياع الفريسة المشتهاة قد لا تعود و تضيع الخطى هنا و في الاقاليم البعيدة كم من العمر مضى و صار بامكان الفتى ان ينام وحيدا قرب الرخام العتيق هذا هو الطريق الوحيد لاعلان البيان اليتيم هي بلادي أم ماذا؟ يسالني الشيخ الضرير قبل هطول المطر الغزير اقاليم اثخنتها الجراح و نام على اعتابها خصوم الكلام الصريح ليس لي ما اخفيه عن عيون الشاردين ها هنا يداي تسأل العالم عن خطاي و القرى غارقة في مياه الغياب قبل مغيب الشمس عن صقيع الشمال و ارتباك الجسد العليل تاهت اصابع الروح باحثة عن زوايا الحقيقة و اخضرار العشب الأنيق لست وحدي في الطريق كان هنا سرب من حمام الجنوب يلملم جراح الجسد و اقتراب الغليان من حدود البلد… ربما غابت عن الاحفاد حكم الاجداد و لم تاتي القوافل حين باغتنا خصوم الوردة و صرنا حفاة عراة بلا نشيد أو علم يتيم يكفي ما تعطينا الفصول من ثمرات و الكلام الفصيح و الصبايا الرشيقات و الدعاء الخارج من افواه الشيوخ قبل هبوب الرياح اللواقح باغتني الولد الكسيح بالصراخ لم يكن عنيدا كعادة الفتيان بل صار قريباً من بهاء المكان القصي و ألاصابع تكتب الوصايا لمن افنوا اعملرهم في الفيافي و المنافي و من ضيعتهم بوصلة الرجال.. هنا يداي تسأل عن خطاي و النساء اللواتي يبحثن عن بقايا الزغردات لهن بهاء المكان وانفتاح المرء على فضاءات الدهشة و ارتماء الجسد في المياه ايتها السنبلة المشتهاة كن رفيقتي و بوصلتي في الحصار الذي اثثه الخصوم قبل مجيء فتيان الجنوب المتاخم للهثيان معذرة دفاتر الرعاة و صيحات أطفال القرى لم اخن ما ابقته لي فصول البلاد و ما دونته افواه الامهات الباحثات عن ذاكرة النفق الطويل هنا ضوء و سنديان للقادمين من بعيد و النشيد اليتيم تطلقه الحناجر قبل هطول المطر الغزير….. البشير عبيد شاعر و كاتب تونسي ديسمبر 2021 مشاركة FacebookTwitterWhatsAppTelegram