حزب القلوب../ كامل النصيرات

كامل النصيرات

تعبتُ من كلّ الأحزاب الموجودة ..كلّها تملك الحقيقة و كلّها لا تعرف الحقيقة ..! كلّها تحترم رأيك و كلّها تُقصيك بعد أن تحترمك ..! كلّها (أمينها العام) لا يموتُ و لا يستقيل ؛ وكلّها تدعو إلى تداول السلطة ..! كلّها تحارب الأصنام و كلّها (يا ويلك إذا اقتربتَ من أصنامها ) ..! كلّها تدعوك لاستخدام العقل و كلّها (تلعن سنسفيل أبو عقلك إذا لم يصل إلى النتيجة التي وصلت هي إليها ) ..! كلّها تريد الوطن العربي موحّدًا في كلّ شيء و كلّها (تنشقّ ) على نفسها فيصبح الحزب أحزابًا ..!!

كلّها تنادي بحقوق المرأة وأن المرأة نصف المجتمع ..ركّزْ على نصف؛ و كلّها وجود المرأة فيها ديكور يفرضه القانون ..! كلّها مع القضاء على الفقر و البطالة وكلها لم تتقدّم بمشروع عملي واحد للحدّ من الفقر و البطالة ..!! كلّها تدّعي أنها جماهيرية و مشهورة ..وكلها لو نزلت على أي شارع و سألت أي مواطن : أين مقر الحزب الفلاني فلن يعرف و على الأغلب سيقول أنه أوّل مرة يسمع باسمه ..!!

لسنا بحاجة إلى أحزاب (حلقيّة) ..أحزاب شعارات ..أحزاب أشخاص ..أحزاب تولد و تموت و لا يعلم أحد عن المستشفى الذي ولدت فيه ولا عن المقبرة التي دُفنت فيها ..! لسنا بحاجة إلى أحزاب كلّ همّها هو أن تتهاوش على كعكة غير موجودة أصلًا ..!

إذا كان لا بد من الأحزاب ..وهو لا بدّ منها ..فلنشكّلْ حزب القلوب أولًا ..فلتنبض قلوبنا بحب دفئًا و حنانًا على بعضنا ..فلنوقف كل أشكال النميمة التي يتم مناقشتها في كل جداول أعمال ومحاضر جلسات الأحزاب لتكون صافيةً نقيّة ..!

حزب القلوب هو ما نحتاجه في هذه المرحلة التي ملأتنا خوفًا و رعبًا و فقرًا و أبعدتنا عن الانتماء الحقيقي للبلد ..! حزب القلوب هو الحزب الوحيد القادر على صنع التسامح و إرساء المحبّة بين الجميع ..بعد أن صار المجتمع يميل للعنف في الشارع و الجامعات و الحارات و البيوت المغلقة ..!

حزب القلوب ..هو اللبنة الأولى لبناء المجتمع الذي لا خوف عليه ..