استضافة أ.د نبيل حداد في اليوم الثاني من مبادرة “حديث السرايا ” إربد
مشاركة
كنانة نيوز –
باقتراح مجموعة من الناشطين الاجتماعيين/خريجي ثانوية إربد، تبنّت بلدية إربد مُبادرة ثقافية بعنوان (حديث السرايا)،
حيث تهدف هذه المُبادرة إلى استضافة دورية لأبناء وبنات إربد الذين تميّزوا بمجال اختصاصهم العلمي والأدبي والثقافي. لسرد مسيرتهم الثقافية والعلمية والأدبية وعلاقتها بإربد وتراثها العريق منذ طفولتهم.
وقد تم استضافة الأستاذ الدكتور نبيل حداد (شاغل كرسي عرار الثقافي / جامعة اليرموك) في دار السرايا العثمانية في اليوم الثاني للمبادرة. الذي أدار مفرداته الدكتور زياد الغزاوي.
(نبيل يوسف حداد –
مواليد بيسان ١٩٤٨
حاصل على
– شهادة برنامج ما بعد الدكتوراه في الكتابة والتحرير، جامعة ميسوري- كولومبيا، الولايات المتحدة، بإيفاد من جامعة اليرموك ١٩٨٤.
– الدكتوراه في الرواية العربية الحديثة، جامعة عين شمس، مصر.(بإشراف: أ.د. عز الدين إسماعيل) ١٩٨٠.
– ماجستير في الشعر العربي الحديث، جامعة عين شمس، مصر ١٩٧٦.
– دبلوم (ماجستير) في الكتابة والتحرير من جامعة القاهرة، مصر ١٩٧٥.
– بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، جامعة الإسكندرية /بيروت العربية، لبنان ١٩٧٢).
وفي كلمته الترحيبيّة رحّب مدير مديرية آثار محافظة إربد الدكتور زياد غنيمات بالحضور والمشاركين. ولخّص تاريخ دار السرايا العثمانية، وكيف تمّ تحويلها من سِجن إلى متحف. وثمّن الجهود التي يقوم بها أصحاب هذه المبادرة لاستعادة ذكريات الزمن الجميل.
وفي حديثه شكر حداد هذه المبادرة التي ستؤسس مقر لها ضمن برامج ثقافية وتنظيمية، وسيكون لها تأثير في الوسط الثقافي في محافظة إربد.
وأضاف حداد: بحسب خبرتي الكتابية والأدبية، فقد قدّمت إربد من هذه الناحية، وقمت بالحديث عن إربد (مكاناً) في الخمسينيات والستينيات من وجهة نظر صبيّ قدّم ما رأه وما شاهده في تلك الفترة.
واستذكر حداد مدينة إربد في القرن العشرين والحادي والعشرين بأنها مرّت في ثلاثة مراحل، مرحلة ما قبل الحرب العالمية الأولى، فقد كانت قرية ارستقراطية بالخرزات التي كانت موجودة فيها، وبعد إنشاء طريق وادي الغفر كان له أثر كبير في تحوّل قرية إربد إلى بلدة، ومن بعدها حضرت العائلات الشامية والفلسطينية الذين جاءوا من بلدات متطورة كحيفا ويافا واللّد، فأصبحت البلدة تأخذ طابع المدينة.
فأصبحَت دور السينما تستقطب المشاهدين كسينما الزهراء ١٩٤٦، وسينما البتراء التي سمّاها مالكها سينما سمير وبعدها تحوّل إسمها إلى سينما الفردوس. وهناك أيضاً سينما دُنيا في أواخر الخمسينيات وسينما الجميل في أوائل الستينيات.
لذلك اختلفت سُبُل العيش في المدينة عن سُبُل العيش في القرية، أو في البلدة، ففي المدينة بدأنا نلاحظ محاولات تصنيعية كمصنع المرحوم عبداللطيف أبو بكر للحلويات، ومصنع نقولا نجم للموتورات الذي لم يستمر طويلاً بسبب ظروف خاصّة.
وتطرّق حداد في حديثه إلى تأسيس المطابع، فقد كان هناك أربعة مطابع، وأوّل من أحضر مطبعة للمدينة كان سلّوم الحلو، وكان يعمل لديه أشهر راكب درّاجة عدنان الزعبلاوي، وأيضاً إيصال الكهرباء للمدينة الذي كان أهم مشروع في المملكة، ومشروع جرّ المياه من منطقة الأزرق.
أمّا بالنسبة للثقافة فقد كانت إربد مَنجماً للثقافة والمثقفين، فمِن البداية كان النادي العربي منذ العشرينيات، ومن أعمدته عرار مصطفى وهبي التل، فقد كان نادياً ثقافياً بمعنى الكلمة. واستذكر أيضاً مسرح كان موجوداً على تل إربد القديم.
وأضاف بأن الصحافة كان لها دوراً مهماً في تلك الفترة، ولا سيّما الصحافة المدرسية، فقد كان في إربد مجلّة بعنوان صوت الجيل، تصدُر عن مدرسة ثانوية إربد وكان القائم عليها الأستاذ واصف صليبي، بالإضافة إلى جريدة وحي العروبة الذي أصدرها الأستاذ محمود أبو غنيمة.
وتحدث حول المبنى المجاور لمدرسة حسن كامل الصبّاح بأنه كان مقراً لضبّاط الهدنة، واستذكر شخصيّات كانت موجودة في إربد كالبايض وحكحك الذي تم اكتشافه بأنه من المخابرات المصرية، والشيخ علي، والشيخ سليمان مُصلّح الساعات، وذيب سريّان، وأصحاب المهن كالمصورين الشمسيين وأصحاب بيع اللحوم كأبو عرباج، وأصحاب بيع الدرّاجات، والمَكَنِست صاحب البابور، ورويزق.
وختم حداد حديثه حول ارتباط الثقافة بالتنمية، وطرح سؤالاً للحضور : كيف نجعل إربد عاصمة دائمة للثقافة. وأكد على أن المسألة ليست إعلان، بل أن الشروط الموضوعية الموجودة على الواقع هي من تجعل إربد عاصمة للثقافة. ورُغم ذلك فإن إربد تخلو من أي معلم ثقافي، ونوّه بأن مستقبل إربد سيكون من خلال الثقافة بعد أن بدأ من خلال الجامعات، فالثقافة تفتح العديد من الطُرُق لتنمية المدينة.
واقترح حداد بأن تكون منطقة تل إربد منطقة سياحية، فهي تملك المقوّمات الأساسية، وكشاهد عيان تحدث حداد حول وجود مُدرّج لا يقل أهمية عن مدرّج أم قيس، وهو موجود أسفل الساحة المُقابلة للمدرسة الصناعية. فلا بُد من وجود مشروع سياحي تنموي لاستقطاب السيّاح الأجانب والعرب.
وفي الختام أشاد الغزاوي بِما قدّمه حداد وشكر أصحاب المُبادرة وبلدية إربد، مؤكداً على أن الجلسات القادمة ستعيدنا إلى الزمن الجميل، وشددّ على أهميّة التوثيق والتدوين والتأريخ.
هذا وقد شارك مجموعة من طلبة الكشّافة في استقبال الحضور، كما شارك الفنان جوهر دغيمات وعازف الكمان الفنان يحيى ابراهيم وعازف الأورغ زار النبي أبا زيد من نادي الفنانين في محافظة إربد ببعض المقطوعات الموسيقية والتجهيزات الصوتية.
والجدير بالذِكر بأن هذه المُبادرة هي ضمن مبادرات عديدة سيقوم بها مجموعة من المتطوعين والتي جاءت بعد مبادرة صباح إربد غير وهم: الدكتور زياد الغزاوي، المهندسة ماجدة الشويّات، الدكتور سامي التل، الباحث في التراث رائد حجازي، الدكتور وليد بني هاني، الدكتور رائد التل، السيد محمد درباس، المهندس ماجد عبندة، السيد إسماعيل الحوري، الدكتور زياد غنيمات. برعاية بلدية إربد ودعم من محافظة إربد.