كنانة نيوز –
المخدرات الرقمية
الدكتورة مريم اليماني
كلنا نعلم أن المخدرات آفة المجتمعات التي تدمر الفرد والأسرة، و يعتبر الإدمان عليها حالة مرضية يتطور هذا النوع من الإدمان على شكل متكرر من الاستعمال المفرط للمخدرات، مروراً بحالة طلب المخدر، إلى انتكاس الحالة ونقصان القابلية للاستجابة للمنبهات الطبيعية.إلا انه في الآونة الأخيرة استفحل في العالم العربي نوع جديد من المخدرات ألا و هي المخدرات الرقمية (Digital drugs).بأنه “خطر يزحف إلى بيوتنا عبر مواقع الإنترنت لتبحث عن فرائسها لتدمر الصحة وتسلب الوقت وتضعف النشاط”.
مفهومها
وهو عبارة عن ملفات صوتية تحتوي على نغمات يستمع لها الشخص وتحتوي على موجات تتلاعب بكهرباء المخ وتجعله بحالة من الخدر تشبه تعاطي المخدرات الحقيقية “فهي نوع خاص من الموسيقى ترتكز على مبدأ الطنين والنقر لتعطي صاحبها شيئاً من البهجة والمتعة
“يتم الحصول على المخدرات الرقمية من خلال مواقع متخصصة تقوم ببيع هذه النغمات على مواقع الإنترنت. وحتى الآن، لا يوجد رقابة على هذه المواقع أو حظر لمثل هذه النغمات، كما ويتم ترويج المخدرات الرقمية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مقابل القليل من الدولارات، كما يمكن الحصول عليها بشكل مجاني على اليوتيوب
..آثار تعاطي المخدرات الرقمية
إن التعاطي والإدمان على المخدرات الرقمية قد يكون سببا رئيسيا في إصابة الشخص بـالقلق والاكتئاب والاضطراب والشرود الذهني؛ حيث أكـد بعض الأطباء على أن سماع الموسيقى الصاخبة يحدث تأثيرا سيئا على كهرباء المخ، مما يترتب على ذلك إصابة المستمع لها باللذة والنشوة والشرود الذهني، وهـذا مـن أخـطـر الأشياء وأشدها ضررا على المتعاطي لها؛ حيث يشعر بالنشوة واللذة على سبيل الوهم ويقل تركيزه بشدة في هذا الوقت؛ مما يحدث له انفصال عن الواقع،
اضرار المخدرات الرقمية:
بما أن المخدرات الرقمية Digital Drugs حالها حال المخدارت الطبيعية، فبالتأكيد لها العديد من الأخطار والسلبيات على الفرد المتعاطي:
يسبب الاستماع للمخدرات الرقمية الشعور برجفة وتشنجات بالجسم.
تؤثر المخدرات الرقمية على الحالة النفسية والجسدية للمتعاطي، وتعمل على إبعاد وعزل المتعاطي عن الحياة الاجتماعية.
انخفاض الطاقة الإنتاجية للفرد بسبب انعزاله عن الواقع الخارجي.
الإصابة بالإدمان النفسي على مثل هذه الأصوات مما يدفع الفرد لاستنزاف نقوده للحصول
ومن أبرز طرق العلاج من المخدرات الرقمية:
إخضاع المتعاطي لجلسات توعوية بمخاطر المخدرات الرقمية وتأثيراتها البدنية والنفسية.
على الأهل دمج ابنهم المتعاطي للمخدرات الرقمية في العديد من الأنشطة للتخلص من هوس سماع هذه النغمات وإدمانها.
على الأهل مراقبة الهواتف النقالة والحواسيب الخاصة بابنهم والعمل على حجب المواقع التي تبث مثل هذا المحتوى.
عند عجز الأهل عن إصلاح حال ابنهم عليهم للجوء إلى مراكز متخصصة بالإدمان أو بعض الأطباء والاستشاريين
طرق مكافحة المخدرات الرقمية:
تقديم قوانين رادعة لتجريم استخدام تلك المخدرات .
تدريب بعض المختصيين لمكافحة تلك المواقع التي تنشر المخدرات الرقمية .
الدعوة إلى الإتحاد و التكاتف من قبل دول العالم لمكافحة إنتشار تلك المخدرات .
العمل على نشر حملات التوعية المبكرة للشباب لتجنب الوقوع ضحايا لهذه الظاهرة .
نشر التوعية بين الآباء لمعرفة كيفية رقابة أبناءهم أثناء استخدامهم مواقع الإنترنت المختلفة .
العمل على نشر حملات التوعية داخل المدارس و المؤسسات التعليمية المختلفة لحماية الشباب
ومن دون التوعية لن تستطيع السيطرة على تلك الظاهرة.
فالوعى أهم من المنع ونحن لدينا قانون يجرم الجرائم الإلكترونية ويتدخل إذا كان هناك أشخاص يروجون للمخدرات الإلكترونية ولكن المشكلة أنه من الصعب أن نرصد المروجين لها لأنه مستحيل أن نمنع شبكة الإنترنت أو نمنع الناس أن تدخل إلى المواقع، فالحل الوحيد لهذا الأمر هو دورات مكثفة لتوعية الناس والقيام بالحملات الإعلانية