الشورت بنص دينار / بقلم مصطفى الشبول

كنانة نيوز –
الشورت بنص دينار
بقلم: مصطفى الشبول
قام فيليب زمباردو وهو عالم نفس واجتماع بإجراء تجربة ودراسة في علم الجريمة ، حيث قام بترك سيارتين بأبواب مفتوحة ولوحات مفقودة في منطقتين مختلفتين ، إحداها في حي فقير والأخرى في حي غني … بدا المارة في الحي الفقير بسرقة وتخريب السيارة في بضع دقائق وتم تدميرها بالكامل في غضون ثلاثة أيام ، أما في الحي الغني فقد تَطَلب الأمر وقتا أطول للمارة لبدء تدمير السيارة مما أرغم زمباردو على التدخل بكسر إحدى نوافذ السيارة ، فبدأ الناس بكسر المزيد من النوافذ وتدميرها واستغرق الأمر وقتا مشابها للحي الفقير لتحويل السيارة بالكامل إلى خردة في بضعة أيام …حيث خرج العالم فيليب بنظرية أطلق عليها (نظرية النافذة المكسورة) والتي تتلخص بان إهمال معالجة أي مشكلة في بيئة ما “بغض النظر عن صغرها” سيؤثر على مواقف الناس وتصرفاتهم تجاه تلك البيئة بشكل سلبي مما يؤدي إلى مشاكل أكثر وأكبر ، والعكس صحيح فمعالجة المشاكل الصغيرة في وقت سريع سيؤدي إلى بيئة أفضل وسلوك أحسن …
واليوم ومع مجيء الصيف وما أدراك ما الصيف شباب بكافة الأعمار ينتشرون بالشوارع والأسواق وعلى الأرصفة بالشورتات واللباس الفاضح المخزي ، ربما أصبح في نظر الأغلبية أنه أمر عادي أو تعودت الأنظار على مثل هكذا مناظر سيئة ، لكن الصحيح أن يقف الجميع عند هذا الخطأ ،كلٌ يبدأ من عنده بمنع أولاده الشباب من الخروج بمثل هكذا لباس فاضح كاشف للعورة مثير للشبهة ، حتى أنك تشعر بخلل جيني بمن يلبس الشورت ويخرج به إلى الأسواق والمواقع العامة (خاصة لما يكون الشورت فوق الركبة) ،وليس فيه شيء من الرجولة ..
لذا علينا أن لا نتجاهل هذه القضية ونعتبرها من المشاكل الصغيرة لأنها ستؤدي إلى مشاكل أكبر ، ولننظر إلى القضايا التي نواجهها في هذه الأيام لنكتشف أنها نتاج تراكمات لأفعال وسلوكيات وظروف خاطئة صغيرة تم تجاهلها وعدم حلها ومعالجتها لأننا كنا نعدها صغيرة …
وكل هذا يعود إلى التربية الصحيحة، ونضع اللوم على الآباء والأمهات فلا نخرج أبنائنا ولا بناتنا بمثل هكذا لباس ، لأن الوضع بات غير مريح ونخاف من حدوث شيء لا يحسن عقباه ، والعليقة وقت الغارة ما تنفع…