قراءة نصية في قصيدة ” أنت الهوى ” للشاعرة التونسية منية محمود ملوحي للناقد الأديب/هاشم خليل عبدالغني

كنانة نيوز –

قراءة نصية في قصيدة ” أنت الهوى ”
للشاعرة التونسية منية محمود ملوحي
للناقد الأديب: هاشم خليل عبدالغني

الناقد الأديب: هاشم خليل عبدالغني

في هذا النص يبرز الجانب الوجداني الذاتي للشاعرة من خلال مشاعرها وأحساسيسها الخاصة ، ويتميز النص بالصدق الكبير، وجيشان الأحساسيس وشدة العواطف والتعبير عن المعاناة التي تقاسيها الشاعرة ، بعيدة عن الزيف والتصنع، والتكلف،ولا تلجأ الشاعرة إلى التستر أو إخفاء مشاعرها .
تبدأ الشاعرة قصيدتها بمخاطبة الحبيب بعاطفة جياشة مؤكدة على أنه” أي الحبيب “الحب( العشق )العفيف المثالي الصرف، وأنه الذكريات التي تستحضرها في ذهنها وتسترجعه وتعيده بإستمرار ،وهذا دليل على شدة شغفها بالحبيب .
تجد الشاعرة صعوبة في التعبير عن مشاعرها واحاسيسها التي تشعر بها نحو الحبيب ، مما يسبب بعض المشاكل والأزمات ، ومرد ذلك عدم قدرتها على التحكم بانفعالاتها ، إلى جانب عدم المبالاة من الطرف الآخر .
باللين والرفق والكلمة الطيبة تخاطب الشاعرة الحبيب : يا من أحببتك بلا مصالح بلا مقابل بلا خوف ولا تردد ، احببتك واحبك والحزن يحتل قلبي ، رغم يقيني بأن الظروف تعاندنا ،ورغم احتراقي ، عِنْدَ اللقَاءِ وَعِنْدَ الْغيابِ ، رغم ذلك لم أنل الأمان والسلام والحب والإحترام ، لم أنل إلا الهجر والنسيان .
بمزيج من الوجع الممزوج بالأمل ..تتساءل الشاعرة متى تعود المياة لمجاريها ؟ متى نطفئ عطش الهجران والبعاد ؟ ويصل الحبيب حبيبه ، كماتشير الشاعرة لبداية تعلقها به ، فتؤكد لحبيبها على أنها في بداية تفتحها على الحياة احبته..حباً شديدأ وتعلقت به تعلقاً يصعب الفكاك منه ، ولكنك بالمقابل تركتني أعاني الهجران والاهمال ،أرتشف الألم وأمتص لوعة الفراق .
حين كانت علاقتنا طيبة ، احببتك حباً شديداً ، وتعلقت بك تعلقاً لا يمكن التخلص منه ،لم أخف من فراقك ولم اتوقع انصرافك عني ،ولن انسى لغة عيونك عندما كانت تخاطبني بلغة ابلغ من أي كلام ، فالعيون نوافذ إلى الروح والجسـد كما يقال،خاصة عندما يطلبها حب روحي لا ينطفئ بريقه .

تضيف الشاعرة لقد كنت أراك بقلبي وعقلي، وفي كل الأماكن أراك مضيئاً مشرقا حسناً ،مسيطرا على أوجاعي حتى في احلك اللحظات ،أناشدك الحب الذي هو بيننا وما فيه من لذة وتألم بأرفع الأصوات، أناشدك أن تعود لعهد الهوى المنصرم، إلى عهد العلاقة الحميمة .
في النص دعوة للوفاء في الحب ، تعطي الحب رونقه وبريقه وتجعله في أسمي المنازل ،وهي الحب الصادق ،فما أجمل ان تجد قلبا يحبك بصدق !!! كما أن فيه دعوة خفية للإستمتاع بالحياة ، ويحضرنا في هذا المقام قول الكاتب “غيوم مسيو ” استمتع بالحياة ما دمت تستطيع .
“أسرعوا للحياة، أسرعوا للحب، لأنكم لا تعرفون الوقت المتبقي في حساب أعماركم.. نظن أن لدينا ما يكفي من الوقت، لكن الحقيقة خلاف ذلك، سندرك بعد فوات الأوان أننا بلغنا نقطة اللارجوع، اللحظة التي يدرك فيها المرء أنه فوت فرصة الحياة”–غيوم ميسو
قصيدة “انت الهوى”

انت الهوى
والذكريات هيامي..
عجز الحديث عن الشعور
كلامي
يامن اليك العين اهدت دمعها
من دون ان تحظى باي سلام
فمتى اراك ونرتوي بوصالنا
هل يرتوي قلبي وكل عظامي
ورضعت حبك بالغرام مبكرا
وتركتني بالحب دون فطام
ماكنت اخشى في الغرام بعادنا
وحديث عينك اذ غزاه غرامي
فاراك في كل الأماكن مشرقا
قمرا مضيئا يحتويه ظلامي
واناشد الحب الذي ما بيننا
قلبي الذي قد هام فيك هيامي
كلمات: منية محمود ملوحي.