جِسر عبدون حينما يتحول من تحفة معمارية لصخرة إنتحار / صور

كنانة نيوز –

يُعتبر جسر عبدون او جسر كمال الشاعر الذي تم تسميته نسبة لمن قام بتصميمه من المشاريع المهمة والحيوية التي قامت أمانة عمان الكبرى بتنفيذها في العاصمة عمان , بهدف النهوض بها والارتقاء بواقع الخدمات المقدمة للمواطنين خاصة في مجال التنقل , ويعد تحفة معمارية تنبض بالحركة والحياة، على مدار الساعة، فضلاً عن كونه «شريان الوصل» الرئيسي بين اتجاهات المدينة.

الجسر الحيوي يشهد خلال الايام الماضية حركة نشطة واقبالاً ليس من قبل المركبات والسيارات , بل من أولئك الذين يودون التخلص من حياتهم – الانتحار – , فلا يكاد يمر يوم الا ونسمع من خلال وسائل الاعلام المختلفة المكتوبة منها والمرئية والمسموعة والالكترونية عن محاولة شاب او فتاة بالإنتحار من خلال القاء نفسه من على الجسر , فمنهم من تتم عملية المحاولة لتصبح واقعة حقيقية , ومنهم من تتولى الجهات المعنية محاولة اقناعهم , وتندرج عندها تلك المسألة ,تحت بند محاولة وليست حقيقة .

وبغض النظر عن مصداقية محاولات الإنتحار التي تتم على هذا الجسر , فإنه بات مطلوباً من الجهات المعنية , العمل على إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة التي تتمثل في إنتقاء محاولي الانتحار لهذا الجسر كي يقوموا باتمام عملية الانتحار , والحيلولة دون إستمرارية عمليات الإنتحار , وهل الارقام التي تم تسجيلها للمحاولات او تلك التي تمت بالفعل غير كافية لأخذ الموضوع على محمل الجد والاهمية ؟!.

وتصف إدارة أمانة عمّان الكبرى الجسر بأنه «فريد من نوعه» في المنطقة على اعتباره المُعلّق الأول الذي يتميز بدرجة ميلان تتناسب مع سرعة المركبات، التي تسير عليه فضلاً عن كونه مدعوماً بالكوابل وحفل بتصميم حضاري جاذب جعله معلماً جميلاً، لاسيما عند إحاطته بالإضاءة الليلية متجانسة الألوان.

ويشير محمد الرحاحلة مدير العمليات في الأمانة إلى تفرّد الجسر عن جسور معلّقة بوجود التواء على شكل حرف (s) باللغة الإنجليزية، يكفل الحركة بانسيابية وفق 4 مسارات واسعة، تتجنب الازدحامات الخانقة، إلى جانب شكله الأقرب إلى لوحة فنية.

ويوضح بأن الجسر يربط بصورة مباشرة بين منطقتي الدوار الرابع وجبل عمّان، مع دوار عبدون، ما يؤدي للوصل بين أغلب شوارع المدينة، ولذلك يُعد المحور الرئيسي فيها، وقلبها النابض بالحركة ليل نهار.

والجدير بالذكر بأن جسر عبدون أو جسر كمال الشاعر جسر مدعوم بالكوابل يقع في العاصمة الأردنية عمان يصل بين الدوار الرابع ودوار عبدون. أشرفت أمانة عمان الكبرى على المشروع الذي قامت بتصميمه شركة دار الهندسة. بُدئ العمل فيه في الرابع عشر من ديسمبر عام 2002م، وانتهى العمل فيه نهاية 2006.

يبلغ طول الجسر حوالي 450 متر وفيه أربعة مسارب، ويرتفع عن أدنى نقطة في الوادي حوالي 45 متراً. تم تنفيذه من قِبل شركة لارسون وتوبرو بالتآلف مع الشركة الفنية للإنشاءات وتقدر قيمته ما بين 10 ملايين و 15 مليون دينار أردني.

 

ويعد جسر عبدون ميزة رائعة في المشهد الحضري الديناميكي للعاصمة الأردنية القديمة، وعلى الرغم من تاريخه القصير نسبيًا، فقد أصبح الجسر بالفعل رمزًا محليًا بسبب تصميمه المذهل. وقد جاء تصميم الجسر من عراضات حديدية على شكل حرف “S”، مما سيتيح لك الحصول على أجمل المشاهد البانورامية على وادي عبدون والمدينة بشكلٍ كامل.

إلا أنه وفي الإتجاه المقابل , بلغ عدد حالات الانتحار وفق احصائيات لم تتأكد صحتها اكثر من 400 حالة ,ويبق التساؤل ,,لم تتوجه أنظار من يودون الانتحار لهذا الجسر بالتحديد ,ولِمَ لَم تقم الجهات المعنية بامور السلامة المرورية في أمانة عمان الكبرى والجهات المعنية بوضع وإتخاذ الاجراءات الكفيلة بمنعهم من الإقدام على الإنتحار من على هذا الجسر ,, التحفة ؟!.

وقد وجه الباحث والمختص بالشؤون الاجتماعية والتربية أ.د. خالد العطيات رسالة إلى أمين عمان المحترم الدكتور يوسف الشواربة، يشيد فيها بانجازات الأمانة فيما يخص تطوير شبكة الطرق والجسور وخاصة جسر عبدون، مطالبا في الوقت ذاته بتسييج الجسر الذي أصبح “صخرة انتحار” على حد وصفه.

وتاليا نص رسالة العطيات الى الشواربة:
تحية طيبة وبعد
لقد أبدعت أمانة عمان بانجازاتها الخاصة بشبكة الطرق والجسور من خلال خبرات رجالاتها وكوادرها المبدعين ، والمتتبع للأمر يرى ذلك جلياً بوضوح، ومن تلك الإبداعات جسر عبدون العظيم ،مع أن الجسر المذكور اختصر الوقت والجهد على المواطنين لكنه اصبح (صخرة الانتحار) لكثير من الشباب والشيبان من الرجال والنساء، أم آن الأوان أن تفكر أمانة عمان بعمل سياج حماية بارتفاع عالٍ للحفاظ على تلك الأرواح وكل من تسول له نفسه بالانتحار، ألا يقدر التفكير بجدية بهذا الأمر وقد طفح الكيل وكلنا يقف بصفة المتفرج والمتحسر والحزين، ونحن نعلم أن كثيراً من حالات الانتحار سببها اليأس ،الفقر، و (الطفر وقلة الزفر) .
دمتم بخير منتظرين إنجاز ذلك على أرض الواقع وقريبا جداً.
الباحث والمختص بالشؤون الاجتماعية والتربية
ا.د. خالد العطيات