كتب عدنان نصار : أردن بلون “البمبي”..صمت الناس المخيف.. هل اقتربنا من نفاذ الصبر؟!

كنانة نيوز –

أردن بلون “البمبي”..صمت الناس المخيف.. هل اقتربنا من نفاذ الصبر؟!

عدنان نصار

 

اردنيا، يبدو اننا اقتربنا من نفاذ الصبر وصار الناس يتهامسون ويتلامزون بما هو أكبر واخطر من المعتاد في مجالسهم، وتحول حديث الناس من النقد السطحي، إلى النقد العميق للدولة الاردنية، وصار الوجع التقليدي للناس روتين يومي، قبل أن ينتقل الوجع إلى حالة مزمنة تتطلب تدخلا جراحيا بارعا لإنقاذ ما يمكن انقاذه من الارتخاء الذي اصاب مفاصل الدولة، والعمل على الارتقاء بمفاصلها وادامة حيوية العلاقة بين الدولة والناس، بما يتفق مع حكاية “الانتماء والولاء” التي تحمل في طيات تفسيرها اكثر من رؤيا، ومتعددة الزوايا.. صار الناس في عمق اوجاعهم، ومن شدة الألم الاقتصادي، كمن يبحث عن طبيب اختصاص بارع ليخلصهم من هذا الوجع حتى لو كانت وصفة الدواء شديدة العلقم .!

لا أتحدث بلغة سوداوية، فأنا علي حال حريص جدا، ان انظر إلى الاردن بلونه “البمبي” الجميل، وأكثر حرصا على الابتسامة من منطلق قول النبي محمد عليه السلام “تبسمك في وجه أخيك صدقة”،  واكون اكثر حرصا على :”إماطة الأذى عن الطريق.. كونها صدقة وواجب اخلاقي” ..لكن، حجم العبوس الشعبي الأردني بإزدياد وتوسع وتمدد حتى انطبق عليهم ما غنته فيروز :”يا عاقد الحاجبين” .. وبحكم العمل الصحفي وواجبه الأخلاقي أمتلك الحرص الكبير على: “إماطة الاذى ..”ولو بمقال” وذلك أضعف الإيمان.. لكن، حجم الاذى أكثر من طاقة الناس على التحمل، واكبر من طاقة صبرهم،  وأكثر شراسة من قوة بأسهم في التصدي لكل محاولات التيئيس التي يصر عليها بعض المستبسلين بالدفاع عن فسادهم، ومصالحهم، ومكاسبهم، ومقاعدهم.. كل ذلك أدى بالشعب في غالبيته المطلقة ان يستحضر اغنية الفنان التونسي الملتزم لطفي بشناق:” خذوا المناصب والمكاسب بس خلولي الوطن” ..!

ولعل حالة اليأس، أو بأدق عبارة حالة “التيئيس” التي تتقصد الناس،  صارت عمل روتيني حكومي يتلذذون بتوسيعها حتى وصلت كل المكون الاجتماعي الأردني بلا استثناء، ولعل المستثنى من هذه الحسبة هم فقط من يروجون لهذه السياسة، وهم عائمون في برك سباحتهم، أو على يخوتهم.. او يتلصصون على اوجاع الناس من نوافذ سياراتهم المظللة،  وشبابيك قصورهم.. ولم يخطر على بال هذه “الشلة والقلة” ان الكثرة تراقب،  وجموع الناس التي طالها التعب والوجع ترفع من رصيد استعدادها لمواجهة كل هذا الصلف والجحود..والناس ذاتها وان مارسوا الركوع واطالوا السجود، فهذا يعني أن حبالهم مع الله تمتنت وتعمقت.. وهذا يعني أن ليس هنالك اي حجاب لرفع دعوة إلى الله في علاه لرد  المظلوم على الظالم..

بصدقية عالية،  ومهنية تنتم إلى نادي الضمير الوطني اقول بإختصار :”حال الناس وصمتهم وصبرهم اصبح مخيف.!!

كاتب وصحفي اردني