
عزومة العنايا موروث ديني وشعبي متوارث بين الأجيال
كنانة نيوز –
بكر محمد عبيدات
يمتاز شهر رمضان المبارك بالعديد من المِيزات التي تكاد تميزه عن بقية أشهر السنة الميلادية منها والقمرية , وفيه فضلاً على الجماليات الكثيرة والعديدة , مواسم خير وبركة , وفيه العديد من العادات الجميلة التي نضرع لله تعالى ان تقربنا اليه زُلفا , ومن بين هذه العادات ما بات يُعرف بين المواطنين بــــــــــــ” عزومة العنايا ” التي يجتمع بها الاقارب من الدرجة الأولى في بيت أحدهم , ذكوراً وإناثاً كبيرهم وصغيرهم , وفي هذا الشكل من الدعوات العائلية ترجمة لصورة من صور صلة الأرحام المختلفة , التي حثنا الله الكريم في غير آية كريمة ودعا اليها الرسول العربي الأمين – صلى الله عليه وسلم – في أحاديث نبوية شريفة .
وتزداد في الشهر الفضيل دعوات لتناول الافطار من قبل المواطنين خاصة لِمَن يُعرفن ب ” العنايا ” , وهن قريبا رب الأسرة من شقيقات وعمات وخالات وبنات الأخ وبنات الاخت وغييرهن من الإناث اللواتي يتصلن بهن , وذلك بهدف لم الشمل للأحبة والتواصل معهن وإدامة لُحمة المحبة والتواد والتصافي فيما بين الجميع ,وعلى مائدة واحدة مليئة بما لذ وطاب من المأكولات الشعبية وغير الشعبي والمشروبات الساخن منها والبارد .
ويقول مشرف الأوقاف السابق في لواء بني كنانة الشيخ عُدي إبراهيم العمري الى ان من أجمل العادات المتوارثة جيلاً إثر جيل عادة عزومة العنايا التي تؤكد عمق العلاقة فيما بين المواطنين ,ومن خلالها تتجدد الفرصة لمناقشة كافة الامور المتعلقة بالأسرة مع إختلاف بسيط بين تفاصيلها باختلاف الأسر وطبيعتها , وأنها – العزومة – تعود بنا الى ذكريات قديمة والتي من شأنها تقوية روابط الألفة والمحبة بين الناس , حيث تجتمع القريبات عًمَّات كن أم خالات والجدات والفروع التي تتفرع منهن , وكل واحدة منهن يحمل ذكريات وآمال يبوح بها للآخرين .
وبين الشيخ العمري بأن ” عزومة العنايا ” لا تقتصر على شهر رمضان وحسب , إلا أنه في شهر رمضان تزيد الزيارات والدعوات بين أفراد الأسرة الواحدة , وان التلاقي بصورة مستمرة ينقي النفوس ويجلب السعادة والفرح ويمحي الآثام , حيث يلتئم شمل العائلة صغيرها وكبيرها على مائدة واحدة من جدات وعمات وخالات , وهي من العادات المحببة التي تؤكد روح التكافل والتعاون والتواد والرحمة بين أفراد الأسرة .
وبينت ام خالد بأن لعزومة العنايا العديد من المعاني التي تتجلى في أولاها صلة الارحام التي حثنا الله تعالى عليها ورسوله الكريم – صلى الله عليه وسلم – وأن هذا النوع من الدعوات العائلية يعتبر من التراث الشعبي القديم , حيث يقوم رب الاسرة والذي في العادة يكون قد تجاوز الستين او السبعين من عمره بدعوة شقيقاته وبناته وفروعهن لتناول طعام الافطار في شهر الرحمة والمغفرة , وقد إنتهى من تجهيز كافة الأمور المتعلقة بالعزومة التي يتوقع ان يكون لها صدى ايجابياً على المستوى المنظور , خاصة وانها – العزومة – ستكون محور للحديث على مدى ايام ان لم يكن اسابيع , والجميع يدلي بدلوه في هذا السياق .
أم بتول أشارت الى ان عزومة العنايا تعتبر من الموروث الديني الشعبي القديم , وقد توارثت الاجيال مثل هذه الامور المحببة لدى الجميع , حيث يلتقي الاقارب ببعضهم البعض ’ يتسامرون وينبشون عمق الماضي وذكرياته الحسنة منها وغير الحسنة , حيث أنهم يجلسون على مائدة واخدة عليها ما لذ من طعام وشراب , أُعِد بطريقة مثالية , كي يقدم للضيوف القادمين من الخارج او الداخل , موضحة بان لعزومة العنايا اثر ايجابي في نفوس النسوة اللواتي يلتقين بأهاليهن في مثل هذه المناسبات , حيث تتوطد اواصر المحبة والود فيما بين الجميع .
احد المواطنين الذين فضل عدم الاشارة اليه ؛ أوضح بان لعزومة مراسم عديدة وتقاليد ضاربة جذورها في عمق التاريخ , وتبدأ عمليات التخطيط لها في سهرة تجمع بين أفراد أسرة رب البيت الواحدة , وتكون على نطاق ضيق , بحيث يتم التشاور فيما بينهم حول من سيتم دعوتهم واستبعاد من لا يرغبون بحضوره فيما بينهم , وتبدأ عمليات المفاضلة فيما بين الجميع , وتدارس إهتمامات العنايا وبطبيعة الحال أزواجهن , ومعرفة ما الأكلات التي يردنها ويرغبن بها , ووضع ميزانية لتلك الدعوة , وغيرها من الامور المتعلقة بمثل هذه المناسبات .
رمضان شهر الكرم وشهر الرغبة في الثواب وشهر صلة الرحم والبر، لذلك تكثر فيه دعوات الإفطار للأقارب والأصدقاء رغبة في المزيد من الود وصلة الرحم وكذلك لنيل ثواب إفطار صائم، وكثيرًا ما تحتار ربة المنزل خاصة لو كانت شابة صغيرة ما زالت في أول حياتها حول كيفية إعداد الأطباق المختلفة وتنظيم دعوة إفطار في رمضان لعدد كبير نوعًا ما يصل حتى سبعة أو عشرة أفراد، وكيفية تنظيم ميزانية الدعوة ووقت تحضير الطعام.
وبين مواطنون بان رمضان شهر الكرم وشهر الرغبة بالحصول على اكبر قدر ممكن من الحسنات وشهر صلة الارحام وغيرها من الطاعات التي تقربنا الى الله تعالى زلفى , وتكثر فيه دعوات الإفطار للأقارب والأصدقاء رغبة في المزيد من الود وصلة الرحم وكذلك لنيل ثواب إفطار صائم، وكثيرًا ما تختار الاسر وقتا لاقامة ولائم كبيرة لافرادها واقاربها , وخاصة الإناث منهم : كالعمات والخالات والجدات وفروعهن من الاناث , ويقوم الجميع بالعمل على كيفية إعداد الأطباق المختلفة وتنظيم دعوة إفطار في رمضان لعدد كبير نوعًا ما يصل حتى سبعة أو عشرة أفراد، وكيفية تنظيم ميزانية الدعوة ووقت تحضير الطعام , ووضع قائمة بأسماء المدعوات والمدعوين لهذه الوليمة الكبيرة المنتظرة .
وأوضحوا بأنه وحينما يلتقي الاحبة والأخوة والإخوات على مائدة واحدة وكل منهم يتسابق لتقديم الخدمات للآخر دونما تكليف, وأنه حينما يلتقون تتصافى النفوس , وتصفو النوايا , وكل منهم إناثاً كانوا ام ذكورا يحلم بغد مشرق باذن الله .