
شَتوِة نيسان تحيي الأرض والإنسان/ الباحث الدكتور أحمد جبر الشريدة
كنانة نيوز –
شَتوِة نيسان تحيي الأرض والإنسان
الباحث الدكتور أحمد جبر الشريدة
ما زال الأبناء في الوقت الحالي يذكرون بصورة جيدة مقالات تداولوها عبر الأجيال حول العديد من الامور المتعلقة بحياتهم اليومية , ومن هذه المقولات حول شتوة نيسان التي تحيي الأرض والإنسان وانها – شتوة نيسان – تساوي بين السكة والفدَّان والراقد على الصيصان وتحيي كل عِرق فان , وان القدماء صدقوا في ما ذهبوا اليه من قول والشواهد على ذلك لا زالت ماثلة للعيان للحظة .
وهاي هي أمطار نيسان عادت وبهدوء من جديد , حيث بدأت الامطار بالتساقط على مختلف مناطق المملكة منذ ساعات , بعضها كان غزيراً على فترات وفق ما أصدرته الجهات المعنية بامور الطقس من نشرات تنشرها تباعاً ,
وبين مزارعون بان تلك الأمثال قد ثبت صدقيتها على إمتداد سنوات خلت ,وأن هذه الأمثال سالف الاشارة اليها قد إرتبطت ارتباطاً وثيقاً بالموروث الشعبي في مختلف مناطق المملكة , وباتت تسكن في ذاكرة الاردنيين يستعيدونها في كل عام , ويذكرونها في مجالسهم العامة منها والخاصة , وأنها تدخِل السعادة والفرح في قلوبهم .
وأشاروا الى ان هذه االأمطار تأتي في وقت متأخر نسبيا من الموسم المطري , والتي يتوقعون بأن تكون مفيدة للزراعات الحقلية وغير الحقلية , وستسهم بصورة مباشرة في إطالة عمر الربيع في اغلب المناطق , وان تساقط الامطار في هذا الوقت من العام أدخل السعادة والفرح في قلوبهم
ولفتوا الى أنه وبحكم الخبرة , فقد كان السلف يعرفون ماذا تعني هذه الأمثال للأرض والزراعة، بحكم خبرتهم، وهذا ما ذهبت إليه وزارة الزراعة، التي تؤكد أهمية الامطار الهاطلة في هذا الوقت من العام لما تحمله من فوائد كثيرة على المزروعات خصوصا المحاصيل الصيفية البعلية، ودعم ورفد مخزون المياه التي يعطيها استمرارية في الإنتاج لفترة أطول, و أن المرحلة الحالية لها أهمية في ارتفاع نسبة الرطوبة الجوية التي تؤثر على ثمار الأشجار المثمرة بشكل عام وباقي المحاصيل الزراعية بشكل خاص، بالإضافة إلى فوائدها المثمرة، مثل تغذية المحيط المائي بالجذور إضافة إلى احتياط مائي للسدود والعيون.
أما بالنسبة لمساوئ الأمطار الحالية , فقد أوضحوا بأنها تؤثر على محصولي القمح والشعير كون القمح في مرحلة السنبلة ومحصول الشعير في مرحلة الحصاد، خاصة إذا ارتفعت الحرارة خلال الأيام المقبلة، ما يؤدي إلى انتشار الفطريات ويسبب خسائر في المحصول.
وأوضح خبير زراعي بان على المزارعين رش الأشجار والمحاصيل المكشوفة حتى داخل البيوت الزراعية بأحد المبيدات الفطرية النحاسية تلافيا للإصابة باللفحات المتوقعة، لافتا ايضا الى أن ارتفاع وانخفاض درجات الحرارة يساعد على نمو فطر البيوت الزراعية المحمية , و ان الامطار التي تساقطت على المملكة خلال الأيام الماضية سيكون لها ضرر على محصولي القمح والشعير”.
وبين مختصين بالشأن الزراعي بان الضرر يتركز حاليا على المحاصيل، لأن مرحلة السنبلة بدأت في القمح، وبداية اكتمال السنبلة في الشعير، وبالتالي تعتبر هذه المرحلة خطيرة، مشيرين إلى أنه إذا زادت الرطوبة داخل السنبلة تزداد الامراض الفطرية وخاصة التفحمات (مرض فطري).
المهندس الزراعي سليمان عواد قال، ان انخفاض الحرارة له دور جيد خلال الفترة الماضية، فلو جاء المطر قبل 20 يوما او شهر لكان المردود جيدا على المزارعين، وقد تزداد نسبة الإنتاج من 50-70 % لو أن المطر جاء خلال الفترة الماضية، اما بالنسبة للأشجار المثمرة فلا توجد مشكلة، باستثناء التفاح كونه في فترة الازهار، أما بالنسبة لأشجار الزيتون المثمرة فهي في بداية تكوين النواة الزهرية، وبالتالي فهو جيد لها.
وقالوا بأن الامطار الحالية من الناحية البيئية عملت على تنظيف الجو من الحشرات، وهي فرصة للتخلص من الحشرات الضارة وبعض انواع البكتيريا، ومن الناحية الصحية تعمل على تنقية الجو والهواء وإزالة الغبار , وأما من الناحية الزراعية، يقول العوران، ان المحاصيل الحقلية التي ما تزال في طور النمو وما تزال خضراء، ولذلك فهذه فرصة لزيادة النمو الخضري وزيادة خضرة المحاصيل على امتصاص المواد الغذائية في التربة وتكوين سنابل مليئة بالمحصول.
وأشاروا إلى أن سنابل القمح والشعير تزداد نتيجة المياه ويزداد الحجم خاصة في المناطق الشرقية والجنوبية التي تعرضت لفترة انحسار أمطار طويلة أدى إلى الاصفرار وجفاف هذه المحاصيل، وبالتالي لن تكون هناك جدوى من الأمطار، بل على العكس تماما إذا كانت السنابل جاهزة فسيكون الأثر سلبيا وقد تصاب بالأمراض الفطرية , موضحين بان المثل الدارج “شتوة نيسان تحيي الانسان” ينطبق على الشجيرات الرعوية إذ ان هناك فرصة لإطالة عمر الربيع خاصة بعد فترة الانحباس المطري، وستكون هناك نموات جديدة تطيل من عمر الربيع ما ينعكس إيجابيا على مربي الثروة الحيوانية.
أما بالنسبة للأشجار المثمرة أشاروا الى انه في مثل هذا الوقت يكون عقد الثمار قد تم، وبالتالي ستستفيد جميع الأشجار المثمرة من امتصاص المواد الغذائية ما يحسن نوعية الإنتاج، كما ستكون الأمطار بالنسبة للأشجار الحرجية ايجابية وجيدة لزيادة نموها.
وفي منشور للباحث البيئي الدكتور أحمد جبر الشريدة قال :” بانه شهر ” نَـيْسَان يُعــــــــــــــ د هو الشهر الرابع في التقويم الجريجوري الروماني الشمسي( GREGORRIAN CALENDER): والمعروف في المشرق العربي ب (نَـيْسَان ) ، وفي الخليج العربي واليمن ووادي النيل(ابريل- April) والمغرب العربي يطلق عليه (أفريل – Avril) ، اشتُقّ اسم هذا الشهر من اللفظ اللاتيني (Aperire) وقد سُمِّي هذا الشهر بهذا الاسم نسبةً إلى الإلهة التي تفتح أبواب السماء لتستطع الشمس بعد اختفائها في فصل الشتاء. المصطلح (نَـيْسَان – نيسانو ) أُخذ من التقويم ” الآرامي – السرياني” المشرقي وتعني كلمة ” نيسان ” السريانية في اللغة العربية وتعني البدء والتحرك أو الشروع بالأمر أو الشيء وهو يعني ظهور النبت والعشب واخضرار الأرض .”
وبين الخبير البيئي الشريدة بان هذا الشهر كان بداية السنة الدينية عند البابليين ويبلغ عدد أيام شهر نيسان ” ” أبريل ( 30) يوما.
من أشهر مناسبات شهر نَـيْسَان – ابريل ( عيد النيروز ) وهي بداية السنة الفارسية في إيران ، وعيد ” شم النسيم ” في مصر حيث يحتفل المصريون بالخروج للتنزه واكل السمك المجفف ( الفسيخ ) والبصل بوجه خاص وأخذت هذه العادة من التراث القبطي.
وأضاف الباحث والخبير البيئي الشريدة بانه :” ولعل من أشهر الأمثال الشعبية الشفوية المتداولة في المشرق العربي عن شهر نَـيْسَان :- (مطرة نيسان بتحيي الأرض والإنسان) و (شتوة نيسان بتحيي الإنسان) و (مطرة نيسان بتساوي السكة والفدان والقرقه و الصيصان( .و (نيسان السبل … سقعته بتهد الجبل)
و (بين العقرب والنيساني ارفع غطاك الفوقاني ) .