عدنان نصار يكتب: أحزاب “علاقات العامة” تستكمل شروطها.. والوسط الأردني متناغم نسبيا.. واحزاب اليسار أمام اختبار .!!

كنانة نيوز – مقالات –

كتب الزميل عدنان نصار:

أحزاب “علاقات العامة” تستكمل شروطها.. والوسط الأردني متناغم نسبيا.. واحزاب اليسار أمام اختبار .!!

استكملت أحزاب اردنية، ممكن وصفها ب”احزاب علاقات عامة” وهي ووفق المشهد الأردني الشعبي، تعد من الاحزاب “المرضي عنها” ولا تشكل اي قلق او حتى انشغال لمفاصل الدولة، واذرعتها الأمنية ..ولأن هذه الاحزاب معروفة جيدا لدى الشارع الشعبي الأردني وقواه الحية، ومعروف ايضا اسماء قائمة على تأسيس مثل هذه الاحزاب التي أصبحت وبشكل مباغت تتحدث عن الديمقراطية، وحرية الخيار والقرار، بشكل يبعث ليس على الأسئلة العادية، بل تعدى امر الشارع الشعبي إلى القفز قوق أسوار الأسئلة المحرجة للقائمين على هذه الاحزاب .

وبشكل سلس وميسر وفق رؤية (رب يسر ولا تعسر) نجح هذا الصنف من الاحزاب ببلوغ الهدف، وسجل رسميا لدى الجهة المعنية “الهيئة المستقلة للإنتخابات” ولا تحتاج هذه الاحزاب إلى أي تصويب، الا من الناحية الشكلية .

بحيادية صحفية، وأمانة مهنية، لا يرى الشارع الشعبي في غالبيته المطلقة، اي تأثير لمثل هذه الاحزاب على مسارات وقناعات ورؤية الناس للمرحلة المقبلة، بل وتعدى الأمر إلى ما يمكن وصفه “بالغثيان الشعبي” كلما جاء ذكر أحزاب سياسية، هي امتداد وصورة طبق الأصل عن أحزاب اردنية نشأت قبل نحو عشرين سنة وارتبط أسماء هذه الاحزاب بأسماء كبار مؤسسيها، التي أيضا تعثرت شعبيا في حينها وغابت عن الساحة تماما، ما يعني ذلك الحكم شعبيا مسبقا على أحزاب ناشئة جاءت سريعا، وستتلاشى بشكل اسرع .

أحزاب الوسط، تعثرت قليلا قبل استكمال شروطها وادواتها غير انها في نهاية الأمر نجحت إلى حد ما ببلوغ الهدف ..هنا، الشارع الشعبي الأردني يقف على الجانب الآخر، على الرغم من إنخراط قوى نقابية وحزبية سابقة، واجتماعية ومتقاعدين ..ولعل الرغبة المجتمعية في الانخراط في صفوف أحزاب الوسط تتأتى من غياب حالة “الخوف الأمني” الذي كان سائدا حتى اواخر الثمانينات، وثمة قناعات اجتماعية بمقولة “خير الأمور الوسط”، ناهيك عن طموحات عند البعض في الوصول إلى مجلس النواب، أو الوزارة، عبر بوابة الاحزاب التي ينتظرها الأردن بإنتخابات قادمة .!

وحدات القياس والمقاييس الشعبية بين الاحزاب،  مختلفة ..ففي الوقت الذي ينظر إلى أحزاب “العلاقات العامة” بعين الرضى الرسمي، تواجه هذه الاحزاب بعدم الرضى الشعبي وهذا مثبت أيضا عبر بوابة الأدوات غير المؤثرة شعبيا مطلقا، وعبر لقاءات وندوات تبدو فيها مقاعد القاعات خالية والحضور يتكرر كل مرة بذات الوجوه والاسماء ..أحزاب الوسط تبدو نسبيا مختلفة فهي تقف على مفترق القبول الرسمي والشعبي بشكل متناغم نسبيا ..لكن المشكلة التي على ما يبدو تواجه الدولة هي تلك الاحزاب اليسارية والحراك الشعبي بكل مكوناته الذي عارض مسارات الحكومات وسياسة الدولة في غير مسيرة وحراك ومظاهرة عبر الخمس سنوات الفائتة.. ولعل دخول هذه الاحزاب الحراكية الشعبية في عمق معاناة الناس اقتصاديا وسياسيا، دفعتها نحو قوة التأثير الاجتماعية، لأنها باختصار تحدثت بلسان المقهورين والمنهورين والمظلومين والفقراء، وعكست برنامجهم السياسي الشعبي العفوي ومعاناتهم الاقتصادية.. هذا النمط من الحراك والاحزاب، لا شك انه يشكل قلق للدولة، ويبعث على حالة استنفار رسمية، لمنع مثل هذه الاحزاب في بلوغ هدفها والتسجيل رسميا لدى “الهيئة المستقلة للانتخابات” صاحبة الولاية في منح الموافقة والقبول، ولعل معاناة حزب “الشراكة والإنقاذ” في بلوغ الهدف والتسجيل هو خير دليل على ذلك، فالمدة الممنوحة للاحزاب عموما لتصويب اوضاعها ستنتهي في الثلث الاخير من نيسان الحالي، مما يجعل أحزاب غير مستكملة للشروط في حالة سباق مع الزمن ..فهل تنقلب المعادلة خلال الأيام المقبلة ويسحب الحراك واحزاب اليسار البساط من تحت أقدام الهيئة المستقلة.. هل يفعلها الشيخ سالم الفلاحات ورفاقه..؟!

كاتب وصحفي اردني