منسف بالتقسيط.. إذلال أم دلال أردني جديد؟!/ عدنان نصار
كنانة نيوز –
الزميل الصحفي عدنان نصار يكتب
منسف بالتقسيط.. إذلال أم دلال أردني جديد؟!
يبدو لدينا في الاردن فائض من الأفكار ، وإستحداث طرق جديدة للإذلال من قبل شركات تعنى بتفاصيل قوت الناس ،وإحتياجاتهم اليومية الضرورية ..يبدو أن الأمر في ظاهره دلال ويختبيء في باطنه الاذلال.!
لم يعتاد الشعب الأردني بكل مكوناته الثقافية والاجتماعية ، وكل الذين ينتمون إلى أندية الفقر ان يشتروا المنسف الأردني ( أكلة اردنية شعبية رائجة ) بالتقسيط ،لا ولم يفكر ابدا أحدهم في يوم من الايام ان يصل حد محاولات الاذلال الشعبي إلى هذا الحد الموجع الذي يضرب بحزامه تحت خاصرة الموجوعين والمقهورين على امتداد الجغرافيا الاردنية في مدنها وريفها وباديتها ومخيمها..ابدا لم يصل التفكير ذات يوم إلى هذا المستوى المنحدر في التفكير من قبل “اباطرة” البزنس والجشعين الذين على ما يبدو يتلذذون باوجاع الناس ، وصمت الصابرين.
حين قرأت الإعلان، وعلقت عليه فضائيات عربية مشهورة ،شعرت بالدوار والصدمة عندما تحدثت مذيعة القناة قائلة:” منسف أردني بالتقسيط..هذه آخر الصرعات في الاردن”..وقتها أحسست بقيء ومرارة مثلي مثل أي أردني أصابه خبر تقسيط المنسف بجرح في كرامته ، بل وتعدى الأمر إلى الشعور بمرارة تلامس حد العلقم قبل أن نسأل:” هل يعقل اوصلونا إلى هذا المستوى..؟!” ..نعم ، من مثل هذه الإعلانات في العاصمة عمان ومحافظات اردنية أخرى ،لا تحمل في محتواها النبل الإنساني، ولا الاحساس بالشعور التكافلي الجمعي ، بل تذهب في محتواها إلى البزنس الرخيص الذي يسعى لايقاع البسطاء في براثن مصائد الباحثين عن الثراء في شهر التكافل والتعاضد ،وايقاع الفقراء في حفر شائكة من أجل وليمة منسف تقام “للعنايا والولايا” بسعر قد يكون ثلاثة أضعاف السعر النقدي المعلن..،ما يحدث هو ابعد بكثير من “تقسيط منسف” ربما يصل إلى “نسف”لقيم متعارف عليها في المجتمع الأردني ؛قيم يشار اليها محليا وعربيا بالبنان .