58
كنانة نيوز –
الهجرة من العالم الواقعيّ إلى العالم الافتراضي
أحلام عبابنة
يبدو أنّ الخيط الرّفيع بين العالم الافتراضي والواقعي قد قُطع واشتبكت الأمور إلى حدٍّ لا يمكنُ التّفريق بينهما، ويصعب معه تمايزهما، ففي هذا العصر الذي شهد أكبرَ حملات هجرةٍ ولجوء ونزوحٍ، لعلّنا نجد أن أكبر هجرة شهدتها البشرية على الإطلاق هي الهجرة من الواقعيّ إلى الافتراضي، والسّكن في وسائل التّواصل الاجتماعيّ
وعندما تغدو هذه الوسائل وطنًا جديدًا فمن الطّبيعي أن تحدث اهتزازتٌ عنيفةٌ تتجاوز السّطح إلى الأعماق في الوضع الإنسانيّ والبنية الاجتماعية، لا سيما بعد أن ارتفع عدد مستخدمي منصّات التواصل الاجتماعي بنسبة 29 % في العامين الأخيرين حيث زاد العدد عن 2.5 مليار شخص في قفزة تشير إلى أهمية هذه الشبكات بالنسبة لحياة الكثيرز
ومن نافلة القول بأنَّ المرأة هي من أهم الشّرائح المستفيدة من وسائل التواصل هذه، بل المستخدمة لها والمدمنة عليها ربما وقد وصلت نسبة استخدام النساء لهذه المواقع 30% حسب ما أصدر مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث “كوثر” بتونس، في دراسة بعنوان: المرأة العربية في النقاش الافتراضي.
لقد حطّمت وسائل التواصل الاجتماعي الكثيرَ في أعماق النساء، وأحدثت شروخًا في أرواحهنَّ ليس من السهل على الإطلاق ترميمها أو ردم تصدّعاتها، وتتكرّس هذه العقد من خلال متابعة صفحات المتفاخرين بأفعالهم وإنجازاتهم ومثاليّتهم الفارهة – وما أكثرهم – أو من خلال متابعة المتميّزين من الكُتّاب الذين يُدلون بآرائهم في الأحداث المتسارعة بغزارة في الكلمة وتدفُّق في الفِكر والفكرَة، وإنَّ الإغراق في هذ النوع من المتابعة يوقع الكثيرات فريسةَ الشعور بالاكتئاب.
هل توقف الأمر على ذلك لا… إنما تنازلنا عن ديننا وعن مبادئنا وحضارتنا… والقيم والأخلاق وصلة الرحم جميعها انقرضت في أيامنا هذه… أين نحن من الوطن… أين نحن من كلمة الحق التي ماتت في هذا العالم الشبيه بعالم الغاب… عالم يفرض علينا أن نكون حريصين من أصحاب الوجوه التي ترتري المئات من الأقنعة المزيفة…لن نعود إلا إذا عدنا إلى الله وطهرنا قلوبنا من الحقد والحسد والكره.
يا أعداء الله في كلّ بقاعِ فلسطينَ، بل في كلّ بقاعِ العالم الذي يرفضكم ويتألّم من سيركم على ارضه…يا قتلةَ الأنبياء والشيوخِ والأطفال…يا منْ نجستم الأرضَ بلعابكم النجس …وزرَعتم فِتنتكم في جسدِ الأمّة .
إليكم هده الرسالةَ الاولى من الذين عشقوا الموت وهم يقاتلوكم وأحبوا أن يروي كلّ منهم عطشه بدمائِكم. إليكم يا من سيدخلُ المجاهدون ابوابَ الجنة بجماجمكم إليكم يا من تقتلون البشرَ والشجرَ والحجر يا من أفسدتم في الأرض وعلوتم كثيراً.
اعلموا أن الامة ما زال فيها خيرٌ ، وما زال فيها رجالٌ مثل الخطاب وابن الوليد وصلاح الدين
الرسالةُ الثانيةُ أوجهّها إلى كلّ من يحمل بيده قلمآ قائلآ له …كنتُ دائما من خلال كتاباتي أدعو أصحاب الأقلام والفكر إلى توجيه سهام أقلامهم نحو قضايا الأمّة…القلمُ الحرّ هو مصيرُ أمةٍ بأكمَلها …والكلمةُ الصادقةُ هي كرصاصٍ يخترقُ الجسدَ من كلّ مكان…هناكَ من يجاهد بسلاحِه …وهناكَ من يقدّم المالَ…وهناكَ من يقاتلُ بالقلم…
جميعُنا نقفُ هنا من أجل نصرة الله ورسولِه…وإعْلاءِ كلمةِ الحقّ …من أجلِ أنْ نلبّي نداءَ الأقصى والشّرَفاء في أرضِ فلسطينَ الحبيبةِ…الأقصى ليسَ لفلسطين…الأقصى لكلّ العربِ …منهجُنا واحدٌ وهوَ كتابُ الله وسُنّةِ رسولِهِ الأكرم محمد صلّى اللهُ عليه وسلّم وجميعنا تقعُ علينا المسؤوليةُ من أجلِ إعلاءِ كلمةِ الحقّ.
أيّها الشعراءُ !! انهَضوا واجعَلوا من أقلامكم ثورةً على من اغتصبوا أرضَنا ، على من انتهكوا أعراضنا …انهضوا من أجل الأجيال القادمة…من أجل مسرى رسولِنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم…جميعُنا نَعِي بأنّ الإعلامَ العربيّ الفاسدَ هوَ أولُّ المُتخاذلين تجاهَ قضايا الأُمّة يُخفي ويُزوّر الحقائقَ ببراعةٍ …هُنا تقعُ علينا جميعاً المسؤوليةُ لإثبات ما يحصلُ من انتهاكاتٍ داخلَ المسجدِ الأقصى…أيُّ قضيةٍ عربيةٍ هيَ قضِيتُنا والإسلام هو دينُنا وكتابُ اللهِ منهجُنا فَسيروا من أجل إحْياءِ أمّتِنا.