40
كنانة نيوز –
عدنان نصار يكتب: تأزم العلاقة مع الاحتلال.. والموقف الأردني الرسمي والشعبي
الموقف المتأزم في العلاقة الرسمية بين الأردن والاحتلال الاسرائيلي ، يمر بمرحلة اختبار حقيقي حيال المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ، واختبار أعمق للموقف الأردني حيال القضية الفلسطينية ، وخصوصا بعد رسائل الاستفزاز من لدن الاحتلال الاسرائيلية للاردن في الأيام الفائتة..فما يحدث ليس مجرد كلام انشائي او جمل للتسويق السياسي بقدر ما هو انعكاس حقيقي لوجه الاحتلال الذي يمر أيضا بأسوأ مرحلة سياسية داخلية ادت إلى خلخلة أركان الاحتلال إعلاميا وسياسيا بعد اقتحام و”زير الأمن الاسرائيلي” لباحات الأقصى قبل أيام، بصورة تبدو من ظاهرها الاعلامي المتلفز بمثابة جس نبض للموقف الأردني خصوصا والعربي عموما.
لم يخرج الاحتلال المتعنجه من صورته منذ اغتصاب فلسطين إلى اللحظة الراهنة ، على الرغم من تنوع حكوماته الاحتلالية وتلبيسها ثوب المحب للسلام مرة ، وثوب التطرف مرات ، تبقى “اسرائيل” عدوة الشعب العربي ..الشعب العارف ببواطن الأمور، وسمات وصفات العدو الناكث للعهود ،والقاتل للانبياء ، والمغتصب للارض ، والمنكل بالإنسان الفلسطيني الذي يواجه آلة الحرب الاحتلالية بصدر عار .
الموقف الأردني الرسمي، كان صلبا في الرد على الاستفزازات الاحتلالية ،كما هو مطلوب ، وعنيدا بشكل يليق بثوابت الحق ، وهذا ما عبرت عنه القيادة السياسية العليا في البلاد (الملك عبدالله الثاني) في اجوبته على أسئلة شبكة “سي سي ان” ..هذا الموقف الصلب والمطلوب من الأردن، يجيء هذه المرة من رأس الدولة ،ليتناغم ويتسق الموقف الرسمي مع الموقف الشعبي الأردني بكل مكوناته الاجتماعية..فاقل ما يمكن فعله حيال هذه الاستفزازات الإسرائيلية الوقحة هو الإمساك بصلابة الموقف واعلانه على الملأ الأردني والعربي والعالمي والعمل اردنيا وعربيا على خلق المساندة الدولية لوقف تمرد الاحتلال الاسرائيلي .
اردنيا ، شكل الموقف الأردني الرسمي علامة سياسية مسجلة ، وبمساندة شعبية اردنية واسعة لتثبيت الموقف الرسمي، ولعل استدعاء السفير “الاسرائيلي” في عمان وتسليمه مذكرة احتجاج جاء أيضا بموقف رسمي صلب ،على الرغم من تطلع الشارع الشعبي الأردني إلى طرد السفير من الرابية وعدم الاكتفاء بالاحتجاج.
التناغم الرسمي والشعبي الأردني، في مواجهة الاستفزازات الوقحة عبر عن وقفة اردنية صلبة ، وهذا ما انعكس عمليا عند المكون الاجتماعي الأردني بكل مشاربه الفكرية والسياسية في وحدة الموقف الرافض للاحتلال وعنجهيته وتمرده..مقابل ذلك كان الموقف الفلسطيني الرسمي في أعلى تنسيق مع الأردن بكل تياراته وتفرعات منظماته وفي المقدمة السلطة الوطنية الفلسطينية ، بالإضافة لتشبيك شعبي أردني مع فلسطينيي الداخل على امتداد الأرض الفلسطينية الرافضة لصلف الاحتلال.
عربيا ، المطلوب راهنا اكثر من اي وقت مضى لمساندة عربية لموقف الأردن، وخصوصا بعد تصريحات الملك عبدالله بأن الأردن جاهز حتى للمواجهة مع العدو الاسرائيلي، فمثل هذا التصريح العلني عبر شبكة “سي سي ان” من الملك لم يأت بشكل عرضي ،أو جملة انشائية بقدر ما كان الموقف الصلف من قبل الاحتلال يستدع هذا التصريح الناري من لدن الملك ،الذي سرعان ما لاقى تصريحه صدى عربي وعالمي واسع ، ناهيك عن التفاعل الكبير عند الشعب الأردني المتعطش لمثل هذه التصريحات لمواجهة الصلف المقرف المعشش في صدر الاحتلال.
ما احوجنا كشعب عربي إلى مثل هذه التصريحات، البعيدة عن الدبلوماسية الناعمة ،وما أحوج الأردن إلى المساندة العربية وهذا اقل ما يمكن فعله في وقت اخذ فيه الاحتلال التكشير عن انيابه الصدئة في محاولة بائسة ويائسة لنهش جسد الأقصى والمقدسات على أرض فلسطين العربية.
كاتب وصحفي أردني