تعرفنا اربد ،وكيانها يسكن فينا / عدنان نصار

كنانةنيوز –
كتب الزميل الصحفي عدنان نصار مقالاً بعنوان
 تعرفنا اربد ،وكيانها يسكن فينا
تعرفنا اربد ..ونيران شوقها يصل الجذور، ويصلي الوجدان بحريق الشوق ..ويختفي دخان الحريق الذي نشعله شوقا ، ويروح الوجدان قي رحلة بحث عن منارات اربد ، وحاراتها العتيقة ، لنهتدي عبر رحلة البحث المتعب إلى شيء يشبهنا، أو ذاكرة مكانية توهج الروح ،لنصنع منها حكاية مدينة .
 
اربد المعشوقة التي اتحدث عنها ،تشعل فينا دائما عبقرية المكان ، وقدسية الانسان ، وتوحي لنا ببعدها الجغرافي من مساحة أرضها مكانة لها صلة بالعاشق الذي يتقن التعبير عن ديمومة الحب وحيويته.
 
أكثر ما يهمنا في اربد ، حيويتها وصحتها وقدرتها وقدرها الكبير عبر التاريخ ..فما نجده الان لا يعبر عن حال المدينة ، وتاهت بوصلة الاهتداء فينا حتى وقعنا في فخاخ الضائقات ، ونحن نمر عبر شوارعها العتيقة ، ووسطها الذي فاق المألوف بالبؤس واليتم..حتى “لوحات المحال التجارية” في غاابيتها ،في مدينة الحالمين صارت متشحة بالسواد كأنها تعلن حالة حداد على الرغم من محاولات تجار وأصحاب محلات إجراء حالة من التصالح والتصافح مع ما يمكن تسميته بسياسة “،جباية المال” من قبل الدولة كضرائب إضافية ورسوم إضافية ورسوم على الرسوم من تجار وأصحاب محلات انهكهم رداءة الواقع الاقتصادي وركود السوق .
 
واربد المعشوقة ، التي اتحدث عنها ، واعرفها مبجلة وجميلة ، لم تعد بمستوى الجمال الذي نريد ، ويليق بمدينة تعد الأولى بعد العاصمة عمان ، فلا الجمال جمالا ،ولا التبجيل تبجيلا، ولعل القوى “المخربة” من ثلة من أبنائها عبر سيرة ومسيرة المدينة ، ارادت لاربد هذا الخراب في الذاكرة والمشهد البصري الملوث الذي قضى على ما تبقى من جمال وذاكرة وذكرى..
 
ان ما يحرق النفس ، ويبعثر الأمل،  ويخلق حالة من التوتر والغضب ، هو ذلك الغياب او التغييب لكل من أراد إعادة العافية لاربد ، واستعادة الجمال المخطوف من اربد ، وعمل على ادامة عافية المدينة ..غير ان اربد المدينة الواقعة تحت “انتداب الخراب” منذ سنوات فائتة ، لم تتمكن من التحرر من هذه القوى ،التي تمارس التخبط باسم التخطيط ، والعشوائية باسم التنظيم ، والرداءة باسم التجويد ..وغير قادرة المدينة على الافلات من قبضة التردي رغم محاولتها المستمرة ، وظلت اربد أيضا عبر سنوات فائتة تضع اليد على الخد تتأمل صافنة بما حدث لها .!!
 
اليوم ،اربد تبدو اقتصاديا أكثر بؤسا، وتنظيما أكثر عشوائية، وذاكرة متعبة ، وامكنة تحمل الفائض من الهم ، وصمتا مريبا في أسواقها..وغيرها من الحالات التي تضع الأسئلة عن حال المدينة واحوالها في مقدمة الكلام..
 
ما أحوج اربد اليوم إلى، استنهاض في ذاكرتها ، وشد ازرها، والنظر في أمرها..ما أحوج المدينة إلى “الرحمة” ..وبناء عليه ،لا بد من فتح باب التشاركية في كل ما هو عام يهم المدينة ، يضم الجماعات والأفراد في تقييم احتياجات واولويات المدينة ، بمظلة البلدية الكبرى ، وغرفة تجارة اربد ،بمجلسها القادم الجديد ، وصناعة اربد ، والهيئات ذات العلاقة في محاولة من الجميع لاعادة الروح إلى المدينة التي ستودع تتويجها كعاصمة للثقافة العربية نهاية العام الحالي ،دون أن يترك هذا “التتويج” اي اثر ثقافي او حضاري يوثق لهذا الحدث الهام ..حتى تتويج المدينة كعاصمة للثقافة العربية لم يعط اي قدر إضافي للمدينة،  أو شاهد مكاني يدل على عبور العاصمة الثقافية من هنا ..
 
من هذا المنطلق ، لا بد من التحفيز والتحريض للتشاركية الفاعلة التي تشكل ضمير المدينة لمساعدة ومساندة الجهات ذات الصلة في اربد ،ومنحهم الوقت عبر رؤية جديدة تستند على التشاركية لخلق دور أكبر للمدينة ، واستعادة ذاكرتها المختطفة.